بدون تردد

ماذا فعل الوباء بالعالم؟!!

محمد بركات
محمد بركات

بين القلق والترقب تأتينا فى كل يوم أخبار جديدة عن الوباء، الذى حط بثقله غير المحتمل وأخطاره المتعددة على العالم كله، فأحدث متغيرات جسيمة فى كل الدول وبين كل الشعوب، على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية وايضا الثقافية والتعليمية.

وسواء شئنا أم لم نشأ، لأبد أن نعترف بأن هذا الفيروس المنفلت رغم دقة حجمه الذى لايرى الا تحت ميكروسكوب ذى عدسات بالغة الدقة والتكبير، قد أحدث بالعالم كله قدرا هائلا من التغيرات لم يكن احد يتوقعها أو يتحسب لها على الاطلاق.

وأحسب ان احدا فى العالم لم يكن يخطر على باله من قبل ان هذا المخلوق سيجبر كل الدول، كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها، على اتخاذ قرارات صارمة ومشددة بأن يلزم مواطنوها منازلهم، يمتنعون عن الاختلاط ببعضهم البعض قدر الإمكان، ويغيرون من عاداتهم الاجتماعية وسلوكياتهم البشرية، خوفا من أن تطالهم يد كورونا الباطشة وواقية لهم من اخطارها الفادحة.

كما لم يتصور أحد فى العالم من قبل أن يجبر هذا الفيروس الدول والشعوب، على وقف الأعمال وتوقف النشاط الاقتصادى بصفة عامة، أو التقليل من دوران عجلة الانتاج الى أقصى حد ممكن تجنبا لانتشار الفيروس القاتل، ومحاولة للنجاة من السقوط ضحايا له.

وفى ذات السياق، لم يكن واردا قبل انتشار هذا الوباء، أن تغلق المدارس والجامعات ودور ومؤسسات التعليم المختلفة أبوابها فى كل دول العالم، وأن يلزم التلاميذ والطلاب منازلهم، ويتلقوا التعليم عبر الوسائط الالكترونية "آون لاين".

كما لم يتطرق الى اذهان الناس، أن يأتى عليهم يوم تتوقف فيه حركة المواصلات بين دول العالم، أو تقل الى اقصى درجة ممكنة، سواء جوا أو بحرا أو برا، وتخضع لقيود كثيرة واجراءات احترازية شديدة خوفا من نقل العدوى وانتقال الفيروس القاتل،...، ولكن هذا ما حدث.

وفى ظل هذا الابتلاء.. يبقى الأمل فى عفو الله سبحانه ورحمته بالبشر، وأن يوفق العلماء والباحثين للوصول الى العقار الناجع والدواء الشافى أنه على كل شىء قدير.