سر نهاية «حتشبسوت» الحزينة!

حتشبسوت
حتشبسوت

تعتبر الملكة حتشبسوت من أشهر وأقوى ملكات الفراعنة، وكانت حياة هذه الملكة الشهيرة مثيرة، وكان موتها وسر اختفائها من مسرح الأحداث أكثر إثارة، يتحدث عنها الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.

وأضاف «عبد البصير» أن «حتشبسوت » كانت ابنة تحتمس الأول والملكة أحمس، وتزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وأصبحت زوجته الكبرى.

اقرأ أيضا| زاهي حواس : هذه مواصفات الملكة حتشبسوت .. وماتت بهذا المرض

الملكة الجميلة والقوية حتشبسوت:

بدأت ملكة مصر الجديدة بناء مقبرة لها في منطقة بعيدة في غرب مدينة الأقصر الحالية، ثم تركتها إلى مقبرة جديدة تحمل رقم 20 في منطقة وادي الملوك الخاص بدفن الملوك.

تمثال الملكة حتشبسوت في لقطة أخرى:

وأنجبت حتشبسوت من زوجها «تحتمس الثاني» إبنة وحيدة هي الأميرة «نفرو رع» ، دون وريث ذكر، ومات تحتمس الثاني بعد فترة حكم قصيرة ـ حوالي 13 عامًا ـ وذهب الحكم إلى ولده تحتمس الثالث، الذي كان ابنًا له من إيزيس، إحدى نسائه من الحريم الملكي.

ونظرًا لأن تحتمس الثالث كان طفلاً، وكانت أمه إيزيس غير مؤهلة للوصاية عليه لأنها ليست من الدم الملكي، قامت الملكة الطموح والقوية حتشبسوت بالوصاية على ابن زوجها لفترة ما، ثم داعبها طموحها وبريق السلطة وروعة العرش وإغراء الحكم، فتصرفت كأنها ملك ذكر، وتم ذكرها في النصوص وتصويرها في المناظر في هيئة الملوك من الرجال.

وأشار عبد البصير الي أن حتشبسوت «لم تنسِ» إبن زوجها تحتمس الثالث، واعتبرته شريكًا معها في الحكم، وقامت بتأريخ الأحداث بسنوات حكمهما معًا بداية من العام الأول لتولى تحتمس الثالث العرش، غير أنها كانت هي فقط الملك المسيطر على الحكم، وفى نهاية حياتها، حصل تحتمس الثالث على مكانة مساوية لها.

وتعد نهاية حكم «حتشبسوت» من الأشياء الغامضة في تاريخ تلك الملكة الظاهرة، ولفترة قريبة لم نكن نعرف كيف أنتهت حياتها، ولماذا تم محو صورها وأسمائها من على آثارها، حتى جاءت الأبحاث العلمية الحديثة التي قام بها الدكتور زاهي حواس وفريق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية على مومياء الملكة حتشبسوت وآثار فترة حكمها.

ومن خلال دراسة ضرس وُجد داخل صندوق أحشاء الملكة في خبيئة المومياوات في الدير البحري، وكل أسنان المومياوات وفحصها بالأشعة، اتضح وجود جزء في أعلى فك المومياء التي تم نقلها للمقبرة رقم 60 بوادي الملوك من مقبرة الملكة رقم 20 بوادي الملوك، وأن هذا الضرس كان يخص هذه المومياء، وتأكد لفريق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية أن هذه المومياء الموجودة في المقبرة رقم 60 هي مومياء «الملكة حتشبسوت» .

وأثبتت الأشعة المقطعية أن الملكة حتشبسوت ماتت في سن 55 عامًا، وأنها كانت ممتلئة الجسم، وأنها كانت تعاني من مرض السكر، وماتت بسبب السرطان.

واتضح أن كهنة الأسرتين الواحدة والعشرين والثانية والعشرين قاموا بنقل محتويات مقبرة الملكة حتشبسوت رقم 20 إلى المقبرة رقم 60 الخاصة بمرضعة حتشبسوت.

وتبقى الملكة حتشبسوت سيدة القلوب، وعظيمة العظيمات، وجميلة الجميلات، وأفضل النساء، والمرأة القوية التي هزت الدنيا وغيرت الرياح في اتجاهها، وجعلت الجميع يحنون إجلالاً وتعظيمًا لتلك المرأة التي خلبت الجميع بجمالها، وسحرها، وقوة شخصيتها وثراء الأحداث في فترة حكمها اللافت في تاريخ مصر العظيمة، فتحية تقدير لحتشبسوت على الرغم من نهاية حياتها الحزينة.