فى الصميم

تحديات اللقاح وأولوية «الكمامة»!

جلال
جلال

مازال الطريق طويلا أمام دول العالم حتى نصل − مع استخدام اللقاحات − إلى النسبة المطلوبة لتوفير الحد الأدنى من الحصانة للمجتمعات ضد فيروس "كورونا".

حتى الدول التى امتلكت الثروة والنفوذ لتسيطر على النسبة الأكبر من إنتاج اللقاحات فى مراحله الأولى مازالت تتعثر. فى فرنسا وبريطانيا انتقاد شديد للبطء فى عملية التصنيع رغم شراسة الهجمة الجديدة للفيروس فى سلالته الجديدة.

وفى أمريكا، ومع إصابات تجاوزت ٢٧٥ ألفا فى اليوم، ينتهى العام ولم يصل اللقاح إلا لأقل من ثلاثة ملايين بعد أن كان الرئيس ترامب قد وعد بأن يتجاوز الرقم ٢٠ مليون أمريكى!!

ولا شك أن الوضع سيتحسن كثيرا مع ازدياد الخبرة، ومع دخول لقاحات جديدة أهمها حتى الآن لقاح "اكسفورد" البريطانى الأسهل فى الحفظ والاستخدام والأقل فى التكلفة، ومع تزايد الإنتاج العالمى من اللقاحات وبدء وصولها لمختلف دول العالم وفق برامج تراعى العدالة وتدرك أن الخلاص لن يتحقق بنجاح إلا إذا شمل الجميع.

وبالأمس كان هناك خبر مهم فى هذا المجال، وهو موافقة الهند على الترخيص للقاح "اكسفورد" مع لقاح آخر محلى سيحتاج بالطبع لمراجعات دولية. والأهمية هنا أن الهند هى المنتج الأكبر للقاحات فى العالم حيث تستحوذ شركاتها وفروعها فى أنحاء الدنيا على حوالى ٦٠٪ من الإنتاج العالمى. ولعلنا هنا نستعيد أياما كان فيها التعاون بين مصر والهند يمثل نموذجا للدول المتطلعة للتقدم، ويشمل كافة المجالات من صناعة الأدوية لصناعة الطائرات!!

أمامنا − وأمام العالم كله − شهور صعبة فى مواجهة الفيروس الشرس سيتضاعف إنتاج اللقاحات واستخدامها لكن الوصول لتوفير الحد الأدنى سيحتاج وقتا وجهدا وتنظيما أكبر على مستوى الدول وعلى مستوى العالم.وفى كل الأحوال ستظل أساليب الوقاية الشخصية هى الأهم. وستظل الكمامة والنظافة وتجنب الزحام والأماكن المغلقة بقدر الإمكان هى الأسلحة الأساسية فى المعركة ضد "كورونا". ينبغى ألا نمل من التأكيد على أن الالتزام الكامل بتعليمات الوقاية هو الفريضة الواجبة على الجميع. حفظ الله مصر من كل شر.