أنور وجدي.. صحفي لأول مرة

أنور وجدي - أرشيفية
أنور وجدي - أرشيفية

أنور وجدي فنان شامل لديه العديد من المواهب التي لم يختلف عليها أحد فقد كان ممثلا، ومخرجا، ومنتجا، وكاتبا، وساهم في اكتشاف عدد كبير من نجوم الفن، الذين أصبحوا علامات بارزة في تاريخ السينما، لكنه أيضا كان بارعًا فى أساليب الدعاية لأفلامه فقد نشرت «أخبار اليوم» تحت عنوان «نجم جديد في سماء الصحافة المصرية» في عددها الصادر في 13/4/1946 أنه قدم طلبا إلى لجنة الجدول بنقابة الصحفيين لقيد اسمه في جدول الصحفيين المشتغلين.

 

وجاء في الخبر أن أنور وجدي سيظهر في دور صحفي بفيلمه الجديد "ليلي بنت الأغنياء" إلى جانب نجمة السينما المصرية ليلي مراد، والفيلم من إنتاج وتوزيع شركة الأفلام المتحدة أنور وجدي وشركاه بعمارة الإيموبيليا.

 

كما كان أنور وجدي يلجأ إلى بعض الحيل التي تكسب أفلامه نجاحاً وجماهيرية، إلى جانب الاتقان والموهبة للعمل الفني ومن ضمن هذه الحيل ما كتبته مجلة الكواكب فى عدد نادر عن حيلة كان يلجأ لها أنور وجدى كلما طرح فيلماً جديداً، حيث كان يعلن فى الصحف عن اسم 50 نجماً من كبار النجوم يعتزمون حضور حفلات العرض الأول لأفلامه، فيتسابق الجمهور من عشاق هؤلاء النجوم حضور هذا العرض حتى يرون نجومهم المفضلين، وعندما يتزاحم الجمهور ولا يجد هؤلاء النجوم، كان أنور وجدى يقف ويخطب فيهم خطبة حماسية قبل الفيلم، فيقف الجمهور ويحمله على الأعناق ويحلف بحياته.

 

وكانت تلك أبرز أنواع الدعايا التي يقدمها أنور وجدي لجمهوره ذلك الفنان الذي ولد في 11 أكتوبر 1904 في حي الظاهر بالقاهرة، لأب سوري وأم مصرية واسمه الحقيقي محمد أنور يحيى الفتال وجدي، وانتقل الأب الذى كان يعمل فى تجارة القماش مع أسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته وتعرض للإفلاس.

 

كان أنور وجدي يتمتع بذكاء شديد ومواهب فنية وإدارية جعلت نجمه يصعد ويتحول من الفقر للغنى ومن كومبارس صغير في فرقة رمسيس إلى أكبر منتج فىي مصر، وأحد أهم صناع السينما.

 

حينها كان أنور وجدى مشغولا دائماً بالتطوير السينمائي وعندما خطفه الموت بعد رحلة مرض عام 1955 قبل أن يتجاوز بداية الخمسين من عمره ودون أن يكون له أولاد عثر فى شقته على ما يؤكد أنه كان يخطط لأعمال فنية لسنوات قادمة ومن ضمنها أفلام عالمية.