الكشف عن الأمراض بمصر القديمة من خلال دراسة المومياوات   

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ساهمت الظروف البيئية بمصر على الحفاظ على ثروة من أدلة العصور القديمة التي توفر معلومات حول الأمراض والعناية الطبية خلال تلك الفترة ومن خلال دراسة العظام الآدمية والاستعانة بمصادر المعابد والمقابر والسجلات المكتوبة علي لفائف البردي وقطع الأوستراكا التي كشفت عن العديد من تلك الأمراض التي تعرضت لها المومياوات ومن هذا المنطلق كانت دراسة الباحث على سرحان المتخصص فى الآثار المصرية القديمة.

ويشير الباحث على سرحان إلى أن مصر تميزت عن العالم أجمع بطرق الحفاظ علي المومياوات ومع تطور العلم الحديث في فحص بعض المومياوات تم الكشف علي بعض الأمراض التي كانت سائده بمصر القديمة مثل البدانة وانسداد الشرايين وتسوس الأسنان وغيرها من الأمراض وبرع الأجداد في الطب والكيمياء واستعملوا وسائل علمية ثبت نجاحها بعد آلاف السنين في المحافظة علي سلامة جسم الإنسان حيًا بالعلاج وميتًا بالتحنيط الذي كان أدق اسرارهم التي حيرت الشعوب القديمة وعلماء العصر الحديث .

اقرأ أيضا| لوحة «أوز ميدوم».. «موناليزا» الفن المصري!

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن اختراع أجهزة حديثة مكن علماء الأنثربولوجى في الكشف عن أدق التفاصيل داخل المومياوات دون العبث في لفائف الكتان الملفوفة علي جسد المومياء ومن تلك الأجهزة جهاز " أشعة اكس " في الأساس مثل الأشعة المرئية حيث أنها جزء من الطيف الكهرومغناطيسي ولكن أشعة اكس تحمل طاقة أكبر من طاقة الأشعة المرئية بكثير وخلال القرن التاسع عشر كانت الخطوة الأولي للكشف علي المومياوات وتحديد نوع المومياء ذكر أو أنثي ، ومعرفة عمر المومياء وتاريخ الإصابة بالمرض والظروف البيئية التي لحقت بالمومياء هذا بالإضافة إلي معرفة آلأم المفاصل .

ويضيف الدكتور ريحان أن الأشعة المقطعية الذى عمل بها العلماء خلال فترة السبعينات أدت إلي اكتشاف إصابة المومياوات بتصلب الشرايين فقد أظهرت صور هذه الأنسجة وجود اللويحات المتكلسة داخل الشرايين وعرف العلماء أيضا من خلال تلك الأشعة التلف في العظام والذي يوحي بوجود مرض وكان  ظهور تحليل الأنسجة والحمض النووي DAN بمثابة ثورة حقيقية في ميدان علم دراسة المومياوات وكان استخدام أدوات دقيقة مثل المنظار الداخلي وهو عبارة عن أنبوب معقم مجهز بكاميرا صغيرة وبفضل ذلك الاكتشاف عرف العلماء النسيج الحقيقي للمومياوات ومن ثم اتساع المعرفة والمعلومات حول المومياوات  لأن مجرد أخذ عينات قليلة من النسيج تثمر بنتائج قيمة في الكشف العديد من المعلومات بداخل المومياء أيضا كان من أحدث التطورات التكنولوجية هو "البوليميريز" أو سلسلة التفاعلات والتي عُرف أيضا باسم الحمض النووي الذى أتاح ذلك التقدم معرفة الميكروبات والكائنات الحية التي تعيش في الأمعاء والرئتين  وكذلك معرفة الجراثيم الخاصة بالملاريا والبرص والتهاب الكبد وكذلك بكتريا " هليوباكتريا بيلوري" التي تسبب القرحات والتي لا تزال نشطة حتي يومنا هذا.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى الأمراض التى كشفت عنها دراسة المومياوات ومنها أمراض العيون من ضمن الأمراض التي كانت منتشره في مصر القديمة واحتلت مكانة بارزة في البرديات الطبية  وكان جو مصر المحمل بالأتربة والرمال القادمة من الصحراء سببًا في ذلك الوباء والأمراض الناتجة عن لدغات العقارب والثعابين التي كانت منتشرة لقرب مصر من الصحراوات الشرقية والغربية وعلي آثر ذلك قاوم المصريين القدماء تلك الجائحة بنصوص وتعاويذ سحرية ويطلق عليه في علم المصريات " لوحات حورس السحرية " وكان الهدف منها تقديم الحماية لأصحابها ضد التهديدات الناتجة من شرور العقارب والثعابين وكان هناك الأمراض الداخلية للإنسان والتي كان من الصعب اكتشافها في المومياوات جيدة الحفظ  وكان من ضمن الأمراض التي كشفت علي المومياوات أمراض الكلي ومرض القلب والتي تم الكشف علي مومياء الأميرة " أحمس مريت آمون" حيث فحصت الشرايين المؤدية إلي القلب فتلاحظ أنسداد تلك الشرايين وكان من بين الأمراض التي انتشرت في مصر القديمة ومن فحص مومياء الملك "سقنن رع تا " اتضح أنه توفي علي آثر حروبه ضد الهكسوس في طيبة متآثرًا بإصابات وثبت وفاته في سن الأربعين من عُمره.