تطهير شرايين الري.. كيف يخدم مشروع تبطين الترع الأراضي الزراعية؟

تبطين الترع الأراضي الزراعية
تبطين الترع الأراضي الزراعية

تبطين الترع أحد المشروعات القومية العملامة التي تتبناها الدولة، لما لها من مردود استراتيجي واقتصادي هام، وذلك بعد توجيهات ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الثاقبة من جدوى هذا المشروع العملاق وتوفير التمويل اللازم لإنهاء المشروع في التوقيت المحدد، ويعود المشروع بالنفع على الدولة في تنفيذ خطتها بترشيد استخدام المياه، وعلى الفلاحين في وصول المياه إلى نهايات الترع والمصارف وعلى المصريين بالحصول على منتجات زارعية عالية الجودة وصحية وزيادة الصادرات.

وقامت «بوابة أخبار اليوم» من خلال هذا التحقيق حول الجدوى التي تعود على القطاع الزراعي من هذا المشروع العملاق برصد آراء الخبراء الزراعيين.

«أهم طرق التنمية الزراعية»

اعتبر الحاج حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين إن المشروع القومي لتبطين الترع هو أحد أهم الطرق للتنمية الزراعيه الحديثة، لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى توفير أحد أهم مقومات الحياة والزراعة وهو الماء حيث يوفر المشروع في المرحلة الأولى  ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب سنويا من المياه  كانت تهدر بباطن الأرض عن طريق تبطين نحو7 آلاف كيلو متر من الترع والذي يتوقع الانتهاء منها عام2022.

وأضاف ابوصدام، لـ«بوابة أخبار اليوم» أن تبطين الترع يسهل ويسرع وصول المياه إلى نهاية الترع بما يقضي على مشكلة الشكوي الدائمه من المزارعين بأطراف الترع من تاخر وعدم وصول المياه لهم بما يقلل تكاليف الزراعة ويزيد العائد الاقتصادي للمزارعين، مشيرا إلى أن المشروع يوفر ملايين الجنيهات التي كانت تصرف سنويا على تطهير الترع وإزالة الحشائش. 
يزيد من حجم المساحات الزراعية جراء زيادة الحصة المائية بعد توفر كميات هائلة من المياه كانت تتشرب بباطن الأرض. 
يساهم في الحد من انتشار الحشرات والقوارض التي كانت الحشائش المائية بيئة مناسبة لها بما يقلل انتشار الأمراض ويقلل خسائر فقد المحاصيل، كما يساهم هذا المشروع في الحفاظ على نظافة البيئة من التلوث ويعطي منظر حضاري. 

وأوضح عبدالرحمن، أن الترع في مصر تمتد عرضيا وطوليا بنحو 20 الف كيلو متر بما يسمح بتشرب كميات كبيرة من المياة على جانبي وبباطن الترع  ومع زيادة السكان والطموح في التوسع الزراعي كان حتميا الاتجاه إلى توفير المياه بشتي الطرق عن طريق تغيير نظم الري بالغمر إلى الري بالطرق الحديثة وزراعة الأصناف الزراعية الأقل استهلاكا للمياه والحد من الأصناف شرهة استهلاك المياه والاتجاه إلى ترشيد وتدوير وتحلية المياه، وفي هذا الإطار اتجهت الدولة للمشروع القومي لتبطين الترع ليتوج كل الجهود نحو توفير استهلاك المياه والحد من الفاقد والاستفادة القصوى من كل قطرة مياه.

«تبطين الترع يمنع تلوث المياة»

أكد دكتور أيمن محمد عبد العال أستاذ المحاصيل بمركز البحوث الزراعية، أن مشروع تبطين الترع من المشروع المهمة والممتازة والتي ستفيد القطاع الزراعي، متمنيا أن يشمل مشروع تبطين الترع جميع الترع على مستوى الجمهورية لأنه حماية للمياه بالإضافة إلى أنه فرصة لتقليل الترسيبات ونمو الحشائش والأشجار التي ليس منها فائدة سوى استهلاك المياه دون جدوى منها.

وعن الفائدة التي ستعود على المحاصيل والفلاحين من مشروع تبطين الترع، أوضح عبد العال، لـ«بوابة أخبار اليوم» أن مشروع تبطين الترع سيقدم مياها شبه نقية تروى بها المحاصيل وبالتالي تنقذنا من التلوث الذي يحدث في الترع من عمليات صرف، مشيرا إلى أن عمليات التبطين ستقفل الباب أمام من يلقي المخلفات أو عمليات صرف لمياه غير نظيفة في الترع لأن نظافة مياه الترع بعد تبطينها سيساهم بدور إيجابي في عمليات الري والتسميد وإنتاج محاصيل صحية وجيدة خالية من الملوثات.

وأوضح أن مشروع تبطين الترع سيحمي الأراضي في الوادي والدلتا من كثرة المياه المهدرة بسبب الحشائش والترسيبات على جانبي وحواف الترع، وبتوفير هذه المياه يمكن استغلالها في استصلاح ارأضي جديدة تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي وبجودة عالية.

«تقليل تكلفة إنتاج المحاصيل»

فيما أكد الخبير الزراعي ورئيس لجنة صحة وسلامة الغذاء المهندس محمدي البدري، أن مشروع تبطين الترع من المشروعات القومية الممتازة وهي قد تأخرت كثيرا ولكن في ظل اهتمام الدولة بالحفاظ على كل نقطة مياه واهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنظومة الزراعة المصرية وتحسينها وانطلاق مشروعات زراعية قومية كبري لما تشهدها مصر من قبل فكان لابد من تغيير استراتيجية الري في مصر وهو ما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأجهزة التنفيذية لتغير نمط الري في مصر لتحويل طرق الري القديمة التي الطرق الحديثة كالري بالتنقيط والري بالرش وكل تلك المشروعات ستقلل من هدر المياة بشكل كبير.

وأوضح البدري، في تصريحات لـ« بوابة أخبار اليوم» إن هناك فائدة كبيرة ستعود على الزراعة والفلاح المصري فبعد انطلاق مشروع تبطين الترع وتحويل طرق الري القديمة للطرق الحديثة ستقل تكلفة الإنتاج وسيوفر الفلاح جزءا كبيرا من مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والبذور والمبيدات فستقل كميات الأسمدة التي تستخدم في وحدة المساحة وكذلك التقاوي وسيقل أيضا استخدام المبيدات والمكافحة لقلة ظهور الحشائش وقلة انتشار الأمراض خاصة الأمراض الفطرية والحشرية، مشيرا إلى أن. 
كل هذا سيعمل على إنتاج منتج زراعي آمن من المبيدات والأسمدة وهذا ما تسعي اليه القيادة السياسية.

«مفيد لنهايات الترع»

ومن جانبه قال أحد المزارعين بمحافظة الشرقية يدعي عاطف ضيف، أن مشروع تبطين الترع الذي تتبناه الدولة الآن يحافظ على المياه ويساهم في وصول المياه إلى نهايات الترع كما أنه يضمن وصول المياة النظيفة إلى الأراضي بما يعود بالنفع على المحاصيل الزراعية وإنتاج محاصيل عالية الجودة وتحتاج إلى أسمدة أقل، فيما قال المزارع علي محمد من محافظة الجيزة، أن مشروع تبطين الترع سيقضي على الحشرات والقوارض التي تعيش على جانبي الترع بالإضافة إلى القضاء على الحشائش التي تنمو بطريقة عشوائية وتستهلك كميات مياه كبيرة بالإضافة إلى أنها تعيق سير المياه ووصولها إلى نهايات الترع وهذا يؤثر على نمو المحاصيل.