مع دقات السابعة صباحا، يبدأ بولا رفعت (33 عامًا)، مشواره الذي يقطعه زحفا على كفيه، سعيا وراء لقمة العيش الحلال، مثله مثل المئات غيره من أصحاب الهمم الذين قدر الله لهم أن يصابوا بالشلل النصفي منذ ولادته.
الأب الفقير الذي بالكاد يملك قوت يومه، ينظر إلى ابنه المبتلى، وهو يتطور يوما بعد يوم في حرفته التي
تناسبت مع حالته الصحية، وهو يصلح الأحذية في دكان صغير استأجره من مالكه بـ200 جنيه شهريا، حتى يساعده في ظروف معيشتهم القاسية.
اقرأ أيضًا| الهداف المعجزة.. «محمد» يلعب كرة القدم بدون ساقين
بابتسامة عريضة راضية، يروي بولا رفعت قصة كفاحه التي لا تنتهي طوال سنوات عمره قائلا: «الحمد لله على قضائه وقدره.. تعلمت حرفته البسيطة قبل 15 عاما من جار له يقطن في محيط قريته».
يؤمن بولا بأن الرزق الذي يسوقه الله إليه يوميًا يقدر بـ30 جنيه يوميًا، ويجمعها من «خياطة الأحذية والشنط في قرية الرحمانية قبلي، بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا».
يشير صاحب الهمة إلى أن حالته الصحية وظروف أسرته المكونة من 7 أفراد لم تمكنه من الالتحاق بالدراسة أو حتى تعلم القراءة والكتابة.
يلفت بولا رفعت إلى أنه حصل على شهادة تفيد بإصابته بالشلل النصفي، وتقدم بأكثر من طلب للمحافظة رغبة منه في الحصول على وظيفة تكفل له حياة كريمة إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل.
