تطبيقات الموبايلات.. بياناتك «على المشاع»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: هاجر زين العابدين

◄مستخدمون: نوع من التجسس .. ويمكن إزالتها عن طريق إعدادات التطبيق 

◄وليد حجاج: جميع مواقع التواصل الاجتماعى تقوم بالرصد والتحليل لبيانات وميول المستخدمين 
◄إسلام غانم: هناك محركات للبحث بديلة وتحافظ على خصوصية المستخدمين ولكن لا تحظى بإقبال 


وفقاً لأخر إحصائيات صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن أعداد مستخدمى الإنترنت  في ازدياد مستمر وخاصة مع التحول الرقمى الذى ربط العالم وجعله قرية صغيرة، خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنها باتت تشكل خطورة لمن يتعامل معها دون أن يعرف كيف يحقق أدنى معايير الحماية الشخصية،  ليصبح كل ما يفكر به الشخص يطل عليه من نافذته الصغيرة، ليثير الدهشة وجعلنا نتساءل كيف يظهر لدينا إعلانات بما كنا نفكر فيه أو نتحدث به جانباً مع المقربين، وجعلنا نتساءل .. هل يتم التجسس على المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعى أم ما انتشر فى الآونة الأخيرة من تطبيقات إلكترونية بغرض الفكاهة مثل (ماذا تقول عنك الأخبار ،انظر كيف تبدو بعد 10 سنوات ، وجهك فى سن الشيخوخة) وغيرها من التطبيقات الناقلة لخصوصيات الشخص وجعلها على المشاع.


«الأخبار المسائى» ترصد الظاهرة من تساؤلات المستخدمين لتلك المنصات وتحاور المختصين لمعرفة كيف نستخدم مواقع التواصل مع الحفاظ على بياناتنا الشخصية. 

 

فى البداية تقول آمال حسن مدرسة إننى لاحظت بث إعلانات لترويج السيارات كلما دخلت على صفحتى على فيسبوك بعد إجراء محادثة مع إحدى زميلاتي بالعمل لتبادل الآراء عن أنواع السيارات وأفضلها وأقلها سعراً .


مفيش خصوصية

وأضافت آمال قائلة اعتقدت أن الزميلة وراء بث تلك الإعلانات وبادرت بشكرها لكنها أوضحت لى أنها لا تستحق الشكر وأن تطبيق فيسبوك هو من يستحقه وبالنقاش معها عرفت أننى مراقبة وجميع بياناتى معلومة للعامة ونصحتنى بإلغاء تلك الخاصية ووقف الدخول على بياناتى الشخصية من جانب تطبيقات المواقع وقمت بذلك عن طريق أحد بائعى الموبايلات.


كما يقول ناجى صبحى محامى إن جميع تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعى لديها كل بيانات المستخدم وللأسف بناءً على طلبه حيث يقوم التطبيق أثناء تنزيله على الهاتف بطرح بعض الأسئلة وأهمها السماح بالدخول على معلومات ومكالمات المستخدم وسواء عن جهل أو عدم وعي بخطورة الموافقة على ذلك فنسبة كبيرة جداً توافق وبمجرد تنزيل التطبيق يتم عرض المقربين له سكنياً ووظيفياً وكذلك اهتمامات الشخص ويعتبر الأمر تجسس من نوع خاص بحجة خدمة المواطنين وترتيب التواصل الاجتماعى فيما بينهم.    


بروتوكولات خاصة


وعلى الجانب الآخر  يوضح إسلام غانم « استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى «أن أغلب  الشركات الكبرى للتطبيقات التى يتم استخدامها كالواتس أب وفيسبوك والإنستجرام وتوييتر، تضع بروتوكولاً خاصاً بها وينص على موافقة المستخدم على شروط التطبيق والتى تشمل الوصول لسجل مكالمات الهاتف والكاميرا وكذلك كل ما تشمله آليات البحث على منصات التواصل الاجتماعى ولتكن عند قيام أى فرد من الأفراد بالبحث عن منتج معين، كما أن هناك تعقب من شركة جوجل للمحادثات الصوتية للتطبيقات التى تتبعه، ويعد هذا التتبع وفقاً لكلمات بعينها  تستخدم كمصطلح ضمن الإعلانات التجارية .      

متابعاً لهذا أى فرد يتحدث مع صديقه عن قيامه بالبحث عن شقة سكنية بمنطقه ما ، سيجد جميع الإعلاناتعن الشقق فى المنطقة التى ذكرها تظهر أمامه ضمن الإعلانات المروجة .

 


بموافقة المستخدم


موضحاً كل هذا بسبب الغرض التجارى الذى كان ضمن الشروط  التى وافق عليها المستخدم ، فلا يوجد أى انتهاك للخصوصية إلا بموافقة المستخدم والذى يكن على غير علم بتداعيات الأمور .ولا يوجد أى طريقة لحماية وحفظ بيانات المستخدم خاصة إذا كان موافق على التعامل مع التطبيق وبما يفرضه عليه من شروط .علماً بأن هناك تطبيقات أخرى غير محرك البحث الشهير»جوجل « تحافظ على الخصوصية لحد كبير ولكن أغلبها لا يوجد عليها أى إقبال من المستخدمين .


استخدامات آخرى
مشيراً إلى أن هناك إحدى الشركات سحبت بيانات 80 مليون مستخدم أمريكى ودرست تدويناتهم وميولهم أثناء الانتخابات الأمريكية بين المرشحين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب ، لوضع الحملة الإعلامية للمرشح وفقاً لما يجذب ميولهم.
قراءة الشروط جيداً

ويوضح أن فيسبوك منصة للمبرمجين، وعند تطبيق لعبة أو برنامج تستهدف بيانات بعينها  للمستهلك ينخدع المستخدم بها ويضغط موافق على اختراقها لبياناته دون قراءة جيدة للشروط، كالألعاب التى انتشرت مؤخراً (ماذا تقول عنك الأخبار،وانظر كيف تبدو بعد 10 سنوات ، ماذا تبدو عند التقدم فى السن) ناصحاً بأن تحمل الألعاب من متجر جوجل،لأبسط معايير تفعيل الحماية ويجب قراءة شروط التطبيقات جيداً قبل تحميلها .


منوهاً يمكن مسح جميع البيانات التى يسجلها فيسبوك عن الفرد من خلال إعدادات فيسبوك ومنها يقوم بمسح جميع البيانات المخزنة عنه أو التطبيقات التى استخدمها وقامت باختراق الخصوصية.

 ويوافقه الرأى وليد حجاج «خبير وباحث فى مجال أمن المعلومات  بقوله إن جميع التطبيقات التى تظهر على مواقع التواصل الاجتماعى كفيسبوك التى تنتشر بهدف الفكاهة أو الترفيه، يمكن من خلالها أن تحصل على بيانات بعينها من المستخدم كـ اسمه وبياناته الشخصية وكذلك اهتماماته ، وهناك ما يسمى بـ  «face book activity » ويعد السجل الخاص بالفرد الذى يسجل اهتماماته بكل ما يتصفحه،  وثانياً هناك التسجيل الصوتى على فيسبوك الذى يسجل كل ما يتلقاه من كلمات وخاصة التى لها دلالة معينة، فهو مزود بخاصية تحويل المقاطع الصوتية لكلمات ، والكلمات لعلامات دلالية.

 


دبلوماسية رقمية


 ويتابع أن جميع مواقع التواصل الاجتماعى هدفها الرصد والتحليل لميول المستخدمين، ناصحاً بعدم التعامل مع التطبيقات العابرة عبر منصات التواصل الاجتماعى ، منذ 2014  أصبح هناك ما يسمى بالدبلوماسية الرقمية ، وهى تقوم بدراسة سلوك الشعوب واستهدافها من خلال دراسة عاداته وتقاليده وديانته وثقافته ، لبث محتوى غير مقبول ولكن يتم التحايل عليه وبثه فى شكل مقبول .


غلق الخاصية


موضحاً بعض خطوات الحماية الشخصية ، أن يقوم الفرد بمسح كل البيانات المسجلة عنه لدى شركة فيسبوك من خلال مسح «face book activity «وغلقها حتى لا تقوم بتسجيل أى بيانات عنه  مع عدم التفاعل مع أى ألعاب سريعة أو تطبيقات عابرة ، لا يوجد شىء مجانى ومقابل التعامل مع التطبيق مجاناً فيكن المقابل هو بيع بيانات المستخدمين .