عبد المطلب ينافس الأمم المتحدة

عبد المطلب
عبد المطلب

وزع عبد المطلب سندوتشات الفول النابت على فقراء سيدنا الحسين بمناسبة نجاحه في التليفزيون، واستطاع عبد المطلب أو طلب محسوب سيدنا الحسين وحفيد سيدي إبراهيم الدسوقي أن يكون فرقة استعراضية على الكورنيش بالإسكندرية وأن ينافس بها عشرات الفرق والمسارح، وأن شباك تذاكر عبد المطلب يدر في كل يوم مبلغا لا يقتل عن 200 جنيه وينهي عبد المطلب برنامج فرقته في كل ليلة في الساعة الرابعة صباحا بأغنية : «مابيسألش علي أبدًا».

وعبد المطلب يسافر في صباح كل يوم جمعة إلى القاهرة ليؤدي فريضة الجمعة في مسجد سيدنا الحسين ويقرأ  الفاتحة أمام شباك سيده وتاج رأسه الحسين بن علي ثم يعود في اليوم نفسه ليستأنف نشاطه على المسرح.. وفي حواره مع جريدة أخبار اليوم عام 1960 يروي سبب ذهابه المستمر لمقام الحسين.

لماذا تفضل مسجد الحسين بالذات؟ - لأنه سيدي وتاج راسى وأنا بتاعه وأنا ملكه.

ما هي كراماته معك؟ - الهيصة اللي أنا فيها دلوقتي .. هو اللي واقف لي في الإسكندرية.

بيعمل لك إيه؟ - بيحميني.

من مين؟ - من الأمم المتحدة «يقصد الفرق التي تنافسه على الكورنيش».

ما المبلغ الذي تحصلت عليه من الغناء؟ - 100 ألف جنيه.

وأين هذه الثروة؟ - ضيعتها.

على مين؟ - على عبد المطلب.

وماذا تملك الآن؟ - الستر والأولاد.

ما هي أول أغنية واجهت بها الجمهور؟ - أنا بدأت حياتي كورس في فرقة استاذي عبد الوهاب، وأول أغنية واجهت بها الجمهور أغنية عبد الوهاب «كتير يا قلبي الذل عليك».

ما أنجح أغانيك في الخمس سنوات الأخيرة؟ - أسأل مرة على.

وحياة محمد عبد المطلب، مليئة بالأحداث والمحطات المهمة، والتى ساهمت بشكل كبير فى تكوينه الفنى، كان على رأسها حفظه للقرآن الكريم والاستماع إلى الأسطوانات بمسقط رأسه فى مقاهى شبراخيت بمحافظة البحيرة، بالإضافة إلى أنه كان يهوى الغناء فى المزارع والحقول، فشجعه أهله على أن يؤذن للفجر فى القرية، وكانت قريته تستيقظ للصلاة على صوته، وفى يوم من الأيام، اصطحبه شقيقه الأكبر إلى القاهرة وتعرف حينها عبدالمطلب على عدد من الفنانين، وعمل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، ولكنه غضب منه بعد أن وعده عبدالوهاب بأن يسافر معه إلى فرنسا لتصوير فيلم الوردة البيضا، فترك فرقة عبدالوهاب وعمل فى فرقة بديعة مصابنى، وذاع صيته فى الحفلات والأفراح، وكانت أغنيته الأولى بتسألينى بحبك ليه بداية مشوار النجاح الحقيقى لملك المواويل.

وتعتبر أغنية «رمضان جانا» أشهر أغانى عبدالمطلب، والتى غيرت حياته نظرا لأنها بمثابة النشيد الرسمى لحلول شهر رمضان، حيث ارتبطت تلك الأغنية بموقف طريف مع عبدالمطلب، فقد كان مقررا أن يغنيها الملحن أحمد عبدالقادر، ولكنه تقدم بها مع أغنية وحوى يا وحوى، ورفضت الإذاعة ذلك، لأن لوائحها تقتضى ألا يغنى مطرب واحد أغنيتين، فأعطاها لمحمد عبدالمطلب مقابل 6 جنيهات، ومن شدة اعتزاز عبدالمطلب بتلك الأغنية، قال عنها: «"أغنيتى أهم من بيان المفتى ولو أخذت جنيهًا واحدًا عن كل مرة تذاع فيها كنت سأصبح مليونيرًا ومن أغنى الأغنياء».

ولد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر، في 13 أغسطس 1910 في شبراخيت بمحافظة البحيرة، طلب شقيقه من دواد حسني أن يضمه المذهبجية في تخته، غنى في مسرح بديعة 1932 ولحن له محمود الشريف «بتسأليني بحبك ليه» ونجحت فسجلها على أسطوانة وأنتج له عبد الوهاب فيلم «تاكسي حنطور»، وكون شركة إنتاج مع واحدة من زوجاته نرجس شوقي وأنتج فيلم «الصيت ولا الغنى» ثم عاد وأنتج هو فيلم «5 من الحبايب» تتلمذ عليه شفيق جلال ومحمد رشدي ومحمد العزبي، ومن أغانيه الأخرى:  «البحر زاد»، «يا ليلة بيضا»، «تسلم إيدين اللي اشترى»، «حبيتك وبحبك»، «قلت لابوكي»، «يا حاسدين الناس»، «ساكن في حي السيدة»، «يا أهل المحبة»، «ودع هواك»، «اسأل مرة عليه»، «الناس المغرمين»، «شفت حبيبي»، «مابيسألشي علي أبدا»، وغيرها ، كما غنى من ألحان الموسيقار فريد الأطرش وكلمات إسماعيل الحبروك اغنية الأفراح «ياليلة فرحنا طولي» ووصل عدد أغانيه ما يزيد عن ألف أغنية، وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، ورحل عن عالمنا في 21 أغسطس 1980.

    
اقرأ أيضا

صدمة برلنتي.. قضت «ليلة الدخلة» بدون سرير