صدمة برلنتي.. قضت «ليلة الدخلة» بدون سرير

الفنانة الراحلة برلنتي عبدالحميد - أرشيفية
الفنانة الراحلة برلنتي عبدالحميد - أرشيفية

كانت ليلة من الليالي التي انتزعها من بين براثن المهام والمشاغل، وبدر منها دلالا أنثويا قبل أن يصل ضوءه إلى المشير عبدالحكيم عامر ليفك شفرات الصمت بينهما ويصبح الطريق مفتوحًا بينهما للزواج.

 

في مذكرات الفنانة الراحلة ذكرتها برلنتي عبدالحميد التي حملها كتابها «أنا.. والمشير»، روت كل تفاصيل حياتها وعلاقتها بالمشير، قبل أن يتزوجها.

 

وفي بعض السطور تقول: «أيقظني من نشوتي، حين نظر في عيني، ثم ربت على ظهري، وعلى شفتيه ابتسامة، قائلا: يمكن تقولي إني راجل فلاح متخلف، لكن بصراحة أنا راجل أركب طائرات وغواصات، وعرضة للموت في أي وقت، واللي مثلي مينساش ربنا».

 

وتضيف: «بدأ عقلي يفيق، وأنا أتأمل كلماته، حيث كان يريد لي الحب، لكنه لم يبد هياما قط، ولم تظهر منه خلال فترة خطبتي منه بوادر رغبة من رغبات الرجال، فقد كان دائم الحديث عن الأخلاق، وحريص على الصوم، والصلاة».

 

اقرأ أيضًا| 15 صورة تجسد مشوار «ملكة الإغراء» برلنتي عبدالحميد

 

وفي ليلة زفافها تأهبت، وارتدت ثوب أبيض طويل الأكمام، مقفول الصدر، وحذاء أبيض، وتوجهت إلى بيت الزوجية، فلم تجد سوى مائدة للطعام، بجوار أحد أركان الصالة، وفي الجانب الآخر، بعض من المقاعد، والآرائك، بينما الجدران قد أعيد طلاؤها، وتوجهت إلى المطبخ، فوجدت دولابا مليئا بالأطباق، والأواني، وبوتاجازا صغيرا.

 

وبعد جولتها الاستطلاعية داخل عش الزوجية، حملت حقيبة ملابسها، وتوجهت إلى غرفة النوم، لكنها تسمرت في مكانها مبهوتة، لا تصدق ما رأته فلم يكن هناك سرير، ولا دولاب، ولا تسريحة، فقط مرتبة مفروشة فوق الأرض !!

 

أثقلت رأسها بالتساؤلات؟ أهذه غرفة نوم، يوم زفافي، فما كان منها إلا أن جلست القرفصاء فوق المرتبة، وعينيها مغرورقة بالدموع، فيما كانت والدتها تبحث عنها، بعدما طال جلوسه داخل غرفة النوم، وأخذت تواسيها بكلمات طيبة لتزيل من نفسها ما أصابها من حزن، وتذكرها بأن كل شيئ يمكن شراؤه في وقت لاحق، ويكفيها سعادة أنها ستتزوج من رجل طيب الأخلاق والقلب وعذب الطباع.

 

استطاعت كلمات الأم أن تخرج برلنتي بعض الشيئ من هذا الحال، وهمت تصلح مكياجها، وبدلت ملامح وجهها من الحزن إلى السرور والفرح، مستعينة بموهبتها التمثيلية، وبعد عقد القران وسط عدد محدود من المدعوين، حرصت برلنتي على أن تبدو ضاحكة، تجامل الحاضرين، اقترب منها المشير، وهمس في أذنها قائلا: «اعترف إنك ممثلة ممتازة.. بس عينك بتقول إنك زعلانة».

 

وأردفت برلنتي قائلة أيضا إن المشير كان دقيق الملاحظة، ويملك شفافية القلب، فلم يخيل عليه تمثيلها.

 

مركز معلومات أخبار اليوم ١٩٩٢/٢/١٩