تهديد «المخرج الأول» لصلاح الدين الأيوبي بالحبس الانفرادي

تهديد مخرج صلاح الدين الأيوبي بالحبس الانفرادي
تهديد مخرج صلاح الدين الأيوبي بالحبس الانفرادي

مرض رهيب تمكن من جسد المخرج عز الدين ذو الفقار حتى اعتاد على العيش مع "الروماتيزم" خمسة عشر عامًا فيما سمح له الأطباء بأن يفكر ثلاث ساعات في اليوم فقط مع منعه من الحركة والكلام والمناقشة والتفكير أيضًا.

 

فقبل أن يفكر عز الدين ذو الفقار في فيلم الناصر صلاح الدين وضع الرتوش الأخيرة لفيلم «نهر الحب» الذي يخرجه لفاتن حمامة، وعمر الشريف، وزكي رستم بعد أن أمضى عامًا كاملًا في إخراج هذا الفيلم، وقد داهمه المرض وأقعده عن العمل فاضطر إلى أن يخرج الفيلم وينتقل من مكان إلى مكان في الاستوديو وهو جالس على كرسي متحرك.

 

وتلعب فاتن حمامة في هذا الفيلم دور زوجة وزير من وزراء العهد البائد هو زكي رستم، ويلعب زكي رستم دور صاحب المعالي الذي لا يهمه في هذه الدنيا سوى أن يصبح صاحب دولة ثم صاحب مقام رفيع، وفي هذا السجن أو القفص الذهبي تعيش الفتاة مشردة النفس معذبة القلب حتى تلتقي بعمر الشريف الذي يلعب دور ضابط بالحرس الملكي .. إن عز الدين ذو الفقار كما تقول جريدة أخبار اليوم في عام 1960 يعتبر هذا الفيلم الذي لم يُعرض بعد من ذكرياته القديمة وهو يقول إن الفيلم الذي ينتهي من إخراجه يصبح بالنسبة له ذكرى جميلة.

 

عاش عز الدين ذو الفقار في هذه المرحلة في فيلم جديد ألا وهو صلاح الدين الأيوبي، فبالنهار يُصاحب صلاح الدين الأيوبي وعندما ينام يحلم بريتشاد قلب الأسد، ولقد ضبطه طبيبه الدكتور محمد فكري متلبسًا بالتفكير في ليلى فوزي التي تلعب دور زوجة ملك الإنجليز .. كان المخرج يكتب بضعة سطور من الحوار الذي يدور بين ليلى فوزي وبين الناصر صلاح الدين عندما ذهب القائد العربي ليضمد جراح زوجها قلب الأسد.

 

فسأل الطبيب عن عدد الساعات التي اشتغلها المخرج، فلما قيل له أنه أمضى خمس ساعات وهو يكتب، غضب الطبيب وثار وهدده بالحبس في غرفة النوم إذا فكر في إخراج فيلم الناصر صلاح الدين لأنه بذلك يقضي على حياته .. وأن عز الدين ذو الفقار أمضى ثلاثة أشهر وهو مستلقى على ظهره في السرير وقد أصبحت غرفة النوم بالنسبة له كالسجن تمامًا .. وقد أصبح يفضل الجلوس والكتابة والنوم أيضًا في أية غرفة إلا غرفة النوم.

 

المخرج السينمائي الكبير عز الدين ذو الفقار المولود في حي العباسية بالقاهرة في 28 أكتوبر 1919 وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار، وقبل أن يسلك الفن كان يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة المصرية، استقال بعد ذلك وهو برتبة يوزباشي «نقيب» في سلاح المدفعية ليعمل بالسينم.

 

بدأ بالعمل مساعد للمخرج محمد عبد الجواد في أفلام «الدنيا بخير» 1946، و«أزهار وأشواك» 1947، و«عادت إلى قواعدها» 1946، كتب قصة وسيناريو فيلم «أسير الظلام» في عام 1947 الذي اشترك في كتابة الحوار معه الشاعر أحمد رامي، كما أتيح له أن يقوم بإخراج هذا السيناريو الذي كان من بطولة مديحة يسري وسراج منير ومحمود المليجي وزوزو شكيب وثريا فخري ونجمة إبراهيم، وهو الفيلم نفسه الذي أعاد تقديمه في العام 1962 بعنوان «الشموع السوداء» من بطولة مايسترو الكرة المصرية صالح سليم والفنانة نجاة الصغيرة، وقدم بعده فيلمين الأول مأخوذ عن السيرة الشعبية «أبو زيد الهلالي» 1947 عن مغامرات البطل الشعبي الشهير، تمثيل سراج منير وفاتن حمامة، والثاني بعنوان «الكل يغني» كتب له القصة والسيناريو وكان من بطولة كاميليا وأميرة أمير.

 

في الأسبوع الأول من تصوير فيلم «خلود» عام 1948 الذي اشترك فيه عز الدين أمام فاتن حمامة وبشارة واكيم وكمال الشناوي وإسماعيل يس ومحمود السباع، وكان من إنتاجه بالاشتراك مع أحمد حمامة والد فاتن حمامة، نشأت قصة حب بينه وبين فاتن حمامة فتزوجا وأنجبا ابنتهما نادية التي اشتركت بالتمثيل وهي طفلة في فيلم «موعد مع السعادة» 1954 وكان من إخراجه، وانفصل عز الدين عن فاتن حمامة وتزوج في عام 1954 من كوثر شفيق وأنجب منها دينا ذو الفقار، وبعد انفصالهما قدم ذو الفقار وفاتن حمامة معاً أفلام طريق الأمل عام 1957، وامرأة في الطريق عام 1958، وبين الأطلال عام 1959، ونهر الحب عام 1960، وأخرج فيلمين تسجيلين هما «حرب الإشاعات» 1954، ونشيد «الوطن الأكبر» من تلحين عبد الوهاب وغناء مجموعة كبيرة من المطربين والمطربات عام 1960، وآخر أفلامه كان فيلم الشموع السوداء عام 1962، وفي اليوم الأول من شهر يوليو عام 1963، وبعد صراع مرير مع أكثر من مرض، توفي المخرج عز الدين ذو الفقار وكان عمره 43 سنة.

يذكر أن عز الدين ذو الفقار لم يخرج فيلم صلاح الدين الأيوبي فيما تولى الراحل يوسف شاهين إخراجه.

 اقرأ أيضًا| عبدالحليم حافظ: اقرأ القرآن قبل تسجيل أي أغنية