لصوص البحار يعودون للحياة.. وأفريقيا الأخطر عالميا

 القراصنة يستخدمون اللانشات فى مهاجمة السفن
القراصنة يستخدمون اللانشات فى مهاجمة السفن

اعتقد الكثيرون أن القراصنة كائنات ترتبط بالماضي، وترسخت فى الأذهان صورة تقليدية روجتها أفلام هوليوود، للقرصان الأعور الذى يغطى إحدى عينيه، والجمجمة الشهيرة التى ظلت ترتفع على صوارى لصوص البحار.

لكن اختطاف اثنين من المواطنين المصريين ضمن طاقم مركب شحن غرب أفريقيا، فاجأ العديدين بأن القرصنة البحرية لم تنقرض، فهى مستمرة بل وتزايدت خلال السنوات الماضية، غير أنها خارج نطاق اهتماماتنا لأننا لا نتأثر بها، لكن القراصنة الجدد أصبحوا يستخدمون المراكب السريعة، ويفاجئون السفن ليلا، وهو ما كبّد حركة التجارة العالمية خسائر باهظة، وبعد أن كان نشاطهم يرتكز شرق أفريقيا، انتقل إلى غربها هربا من الملاحقات المتزايدة.


تصدر القراصنة الصوماليون عناوين الأخبار، بمعدل منتظم ينذر بالخطر حتى صيف عام 2012 فقد ظل الساحل الصومالى مركزا عالميا للاختطاف البحرى حتى 10 سنوات مضت وكانت سنوات الذروة من 2007 حتى 2012 وامتدت عمليات القرصنة إلى خليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر، واحتجز القراصنة الصوماليون  1181 رهينة فى عام 2010، دفعوا ملايين الدولارات كفدية وفقًا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي).

بعد اختطاف 49 سفينة قبالة سواحل الصومال، من إجمالى 53 سفينة تعرضت للخطف فى العام نفسه فى جميع أنحاء العالم.  لهذا اعتبر مركز الإبلاغ عن القرصنة التابع لغرفة التجارة الدولية (IMB) أن الساحل الصومالى أخطر امتداد للمياه فى العالم حيث أن لمقديشيو خطا ساحليا طويلا يلتف حول القرن الأفريقي.

 

وفى عام 2008، تم الاستيلاء على 40 سفينة والحصول على فدية تتراوح بين 500 ألف و 2 مليون دولار. وتفيد تقارير غربية بأن عمليات القرصنة فى الصومال مثلت فى السنوات الماضية حافزا كبيرا للصيادين الفقراء، الذين يعيشون فى بلد أفريقى مزقته الحرب. خاصة أن تحولهم لقراصنة يجعلهم يعيشون بشكل أفضل، ويتزوجون من نساء جميلات، ويقودون سيارات فاخرة، ويبنون منازل كبيرة، ويشترون أسلحة متطورة بشكل متزايد، ويصبحون أكثر قدرة على استخدام «السفن الكبيرة» حتى يتمكنوا من شن هجمات أبعد فى البحر.

 

وأدى تنامى الظاهرة إلى قيام أسطول من السفن الحربية الدولية بدوريات يومية لمواجهة هذه الهجمات والحد من تأثيراتها الاقتصادية السلبية.


ويبدو أن المواجهة الجادة أحدثت تغيرات فى خريطة القرصنة، فانتقلت من شرق القارة السمراء إلى الغرب، وأصبح خليج غينيا وبحار غرب أفريقيا الأكثر خطورة فى العالم، حسبما كشف أحدث تقرير لـ (IMB)، حيث أكد أن 73٪ من حوادث اختطاف فى السفن حول العالم و92٪ من عمليات احتجاز الرهائن وقعت بخليج غينيا فى النصف الأول من العام الماضي، لكن التقرير أشار إلى انخفاض ملحوظ فى الهجمات مقارنة بعام 2018، وأشاد بمجهود القوات البحرية فى نيجيريا وغينيا الاستوائية فى مواجهتها. غير أن الهجمات عادت للتزايد مرة أخرى خلال العام الجاري، وشهدت الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضي، الإبلاغ عن 132 هجومًا على السفن فى خليج غينيا وحده، ووفقًا لتقرير IMB صدر فى أكتوبر الماضي، ارتفعت عمليات الاختطاف بنسبة 40٪ مقارنة بالفترة نفسها من 2019. ومنذ بداية نوفمبر تعرضت 8 سفن على الأقل لهجوم من قبل قراصنة فى خليج غينيا، وهى منطقة رئيسية للتجارة البحرية على الحدود مع نيجيريا وغانا وبنين واقتصادات رئيسية أخرى فى غرب إفريقيا.

ويربط خبراء الأمن البحرى أسباب القرصنة بعدم الاستقرار فى بعض الدول المطلة على الخليج والتدهور البيئى المتمثل فى الانسكابات النفطية أثناء تزود السفن بالوقود قبالة سواحل نيجيريا، مما أدى إلى تراجع مخزون الأسماك وعمليات الصيد وانخفاض سبل توفير تكاليف المعيشة، حسبما ذكرت وكالة الأمن البحري» درياد جلوبال» بموقعها على الإنترنت.
كلام الصورة: القرصان الحديث لم يعد أعور، والجمجمة شعار أحيل للتقاعد.