محمد سلمان.. «المطرب المنحوس» الذي عاش بفضل خرافة

المطرب محمد سلمان
المطرب محمد سلمان

خرج المطرب محمد سلمان، من بيت فقير في أحد أحياء بيروت، وهو حي «الخندق الغنيق»، وكان أحد 5 أشقاء ولدوا جميعا أصحاء الأجسام، فيما عداه هو الذي ولد عليلا سقيما، ولكن يشاء القدر أن يتخاطف الموت الأشقاء الأربعة الأصحاء واحدًا بعد الآخر ولا يعيش منهم سوى الخامس الذي ولد سقيمًا عليلًا.

 

جاء مولده في عام 1924 في يوم 27 رمضان وكانت هناك خرافة شائعة في ذلك الوقت تقول أن الأم مصابة بفقد أبنائها، إذا رزقت بابن جديد وحملته إلى بئر وأدلت به فيه وهي تتمتم بعض التعاويذ فإنه ستقدر له الحياة ويعيش طويلا، ولذلك عملت أمه بهذه الخرافة فعاش الابن الخامس وهو «محمد سلمان».

 

كان والده محمد علي سعد، تاجرًا مشهورًا في بيروت، وكانت تجارته تسير في حال من اليسر والرخاء في الوقت الذي كان فيه الموت يتخاطف أبناءه الواحد تلو الآخر، وكان المال يتدفق بسخاء ولكنه كان يتمنى من الله أن يتم عليه زينة الحياة الدنيا بالبنين، حيث يرزق بولد يعيش فتحقق له أمله بالابن الخامس، ولكن لم يمض شهرا واحدا على مولده حتى شب حريق في جمرك بيروت، حيث كانت تتكدس فيه بعض بضائعه فاحترقت عن أخرها وأثرت هذه الخسارة الكبرى في تجارته فأفلس مع قدوم الابن التعيس الحظ.

 

أخذ الطفل ينمو ويكبر وحالة الأب المالية تسوء إلى درجة أن التاجر الكبير تحول إلى بائع متجول يحمل بضائع على كتفيه في سوق الدلالين في بيروت كما اضطر إلى أن يشتغل عاملا في بعض المتاجر بعد أن كان يدير متجرا يعمل فيه كثير من العمال.

 

كان الوالد، يتمنى أن يكون حظ ابنه الوحيد من التعليم خيرا من حظه، حيث كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وما إن بلغ السادسة ألحقه والده بمدرسة العاملية بالرغم من معاناته، وظهرت على التلميذ منذ حداثته بوادر النبوغ فكان تلميذًا مجتهدًا، ولكنه كان معرضا للفصل من الدراسة لعجز والده عن دفع مصروفاته المدرسية التي لم تكن تتجاوز ليرة واحدة في الشهر بما يعادل 12 قرشًا مصريًا.

 

وقال محمد سلمان، عن ذكرياته البائسة في كتاب "أنغام من الشرق" للكاتب محمد السيد شوشة: «لقد نشأت في جو من الفقر المدقع، وذقت طعم الجوع والحرمان وكنت كثيرًا ما أبيت على الطوى، بلا عشاء أنا ووالدي وأمي لأن تجارة والدي لم تكن تأتي له بما يسد رمقنا في بعض الأحيان، فتعلمت من الجوع الإحساس بمسئولية والدي، ولذلك كنت اجتهد في دراستي حتى اجتاز مرحلة التعليم بسرعة وأساعد والدي في الحياة».

 

أسس المطرب محمد سلمان مع زوجته الثانية "نجاح سلام" في مصر شركة إنتاج "سمر فيلم"، وهو المعروف بأبو سمرا، نسبة إلى ابنته البكر سمر، أخرج للسينما أربعة وثلاثين فيلماً وكان «فيلم اللحن الأول» في 1958 أول أفلامه وجاءت بعده أفلام «مرحباً أيها الحب، والدلوعة، وأمواج، والضياع، والأستاذ أيوب، وقمر الليل، و بدوية في باريس، ومغامرات شوشو، ومن يطفئ النار، وبدوية في روما»، وقلّده رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك إلياس الهراوي في 1996م وساماً تقديرياً، وتوفي في 24 سبتمبر 1997.

 

اقرأ أيضا| مكالمة تهديد لفنان مشهور.. الجلوس بالمنزل أو القتل