فى الصميم

لماذا هذا الترشيح لقيادة «البنتاجون»؟

جـلال عـارف
جـلال عـارف

أحد الأهداف التى يضعها الرئيس الأمريكى المنتخب وهو يختار إدارته الجديدة هى أن تضم- إلى جانب الكفاءة السياسية والمهنية - تمثيلا واسعاً للمجتمع وخاصة للأقليات، وهو  ما بدأه باختيار «كاميلا هاريس» نائبة له مما منح حملته الانتخابية ما أفادها كثيراً.
رشح الرئيس المنتخب «بايدن» حتى الآن عدداً كبيراً من الأمريكيين من أصل أفريقى أو لاتينى ومن النساء لمواقع هامة فى إدارته المقبلة. ومع ذلك بقى الترقب حول المناصب الوزارية الهامة وهل سيقترب منها هذا التوجه حتى حسم»بايدن» الأمر بترشيح الجنرال المتقاعد ذى الأصول الأفريقية «لويد أوستن» لوزارة الدفاع. وهو الترشيح الذى رحب به الكثيرون لكنه أثار الجدل حول إمكانية موافقة مجلس الشيوخ عليه، خاصة أن أطيافا داخل الحزب الديموقراطى نفسه لا توافق الرئيس بايدن على اختياره.
والأسباب لا علاقة لها بكفاءة «الجنرال أوستن» الذى يتوافق الجميع على اعتباره واحداً من كبار القادة العسكريين الأمريكيين فى السنوات الأخيرة، ولكن السبب هنا هو قاعدة دستورية بأن يمر على تقاعده من الخدمة العسكرية سبع سنوات قبل تولى موقعه السياسى كوزير للدفاع وهو الشرط الذى لا يتوافر فى «أوستن» ويتطلب استثناء  مماثلا من مجلس الشيوخ كما فعل من قبل مع ترشيح الرئيس ترامب للجنرال «ماتيس» كأول وزير للدفاع فى إدارته.
الرئيس بايدن دافع عن اختياره مؤكداً أنه الاختيار الأفضل فى هذه الظروف. والأمر سيخضع فى النهاية لعوامل عديدة تحسم قرار مجلس الشيوخ لعل فى مقدمتها نتيجة انتخابات الاعادة على مقعدى المجلس فى «جورجيا» التى ستحدد أين ستكون الأغلبية فى المجلس الجديد.
الأهم - بالنسبة لمنطقتنا - هو مغزى ترشيح «أوستن» الذى يحمل فى ملف خدمته الطويلة خبرة كبيرة بالشرق الأوسط حيث قاد القوات الأمريكية فى العراق لعدة سنوات قبل أن يتولى قيادة القوات المركزية فى الشرق الأوسط ووسط آسيا لينتهى نائبا لرئيس الأركان.
يقول الرئيس الأمريكى المنتخب إن هذه الخبرة الواسعة للجنرال العتيد هى ما يحتاجه الآن. لكنه يشدد - فى نفس الوقت - على أن سياسته القادمة تعطى الأولوية للعمل السياسى والجهد الدبلوماسي.وفى كل الأحول يبقى ترشيح «أوستن» لموقعه الجديد فى قيادة البنتاجون يحمل إشارات مهمة حول ما يمكن أن يكون هناك من تغيرات فى سياسة واشنطن نحو المنطقة التى ستظل فى بؤرة اهتمام العالم، وفى قلب صراعاته.