بدون تردد

تغيرات المناخ الحادة (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أن الأجهزة المسئولة فى الدولة لن تقف عند حدود إعلان الاستنفار العام والمسبق، لجميع المسئولين وكل الأجهزة والإدارات المحلية بالمحافظات المختلفة، لمواجهة التغيرات والتقلبات الجوية الحادة، وموجات الأمطار العنيفة والثقيلة المتوقع تعرضنا لها، سواء فى موعد «النوات» أو فى غير موعدها.
وفى تقديرى أن هذه الأجهزة مشغولة الآن وربما قبل ذلك، باتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة شاملة ودائمة، لهذه الظواهر والتقلبات الجوية التى أصبحت متكررة ومتوقعا حدوثها وتعرضنا لها مع نهايات الخريف وبواكير الشتاء فى كل عام.
وفى يقينى أن ذلك أصبح ضرورة لابد منها، فى ظل ما طرأ على منطقتنا ومناطق أخرى كثيرة فى العالم بامتداد الكرة الأرضية، من متغيرات حادة وجسيمة فى المناخ، بلغت ذروتها فيما نراه ونتعرض له الآن من موجات شديدة الحرارة فى الصيف، وأخرى قارصة البرودة فى الشتاء، وموجات أمطار عنيفة وثقيلة فى نهايات الخريف وبواكير الشتاء.
ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما ذكرت، أن ما نتعرض له الآن وخلال السنوات القليلة الماضية، من تقلبات حادة فى المناخ وتغيرات جسيمة فى الطقس، هى نتاج تلقائى للعبث الإنسانى بالطبيعة فى كل أنحاء العالم وليس فى منطقتنا فقط.
والمؤكد أن ما تسبب فيه الإنسان من تلوث كبير للهواء والتربة والمياه، وما نتج عن هذا التلوث من احتباس حرارى وارتفاع فى درجة حرارة الأرض، ثم ثقب الأوزون، وصولاً إلى زيادة معدل ذوبان الجليد فى القطبين، وارتفاع منسوب المياه فى المحيطات والبحار،...، سيؤدى إلى كوارث وأخطار جسيمة للعالم كله، ونحن جزء من هذا العالم الموعود بهذه الكوارث،...، وهو ما يتطلب حلولاً دائمة وشاملة لمواجهة هذه الكوارث وتلك الأخطار.