بسم الله

العمل الأهلى

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

من المهم أن ندرك أهمية العمل الأهلى فى نهضة الدولة، ومن المؤكد أنه أحد أضلاع مثلث التنمية التى ينشدها المجتمع. ومن المهم أن ندرك انه عمل تطوعى لا يجنى أحد من ورائه مكاسب مادية، وليس وظيفة للربح. هكذا تأسس العمل الأهلى فى مصر منذ القرن الثامن عشر. وقد نشأ العمل الاهلى فى مصر لتقديم المعونات والخدمات للفقراء، ومن ذلك العلاج والتعليم والتثقيف وأيضا الدعم المالى والمعيشى. بعد ذلك تطورالعمل الأهلى ليشمل دعم ومناصرة حقوق الانسان، ونشأت جمعيات ومنظمات ومبادرات متخصصة فى ذلك، وتأسست وفق الدستور والقوانين المختلفة التى تنظم ذلك.
ثم حدث انحراف لعدد من جمعيات حقوق الانسان عن الهدف، وحصلت على تمويل خارجى ينفذ أجندات للممولين. بل تحول العمل فى هذه الجمعيات إلى سبوبة كبيرة جدا لعدد من الشخصيات. وكان لزاما على الدولة وضع ضوابط لعمل هذه الجمعيات، واعادة تصويب نظام عملها وفق الدستور والقانون. ولم يعجب ذلك القائمون على هذه الجمعيات،فما كان منهم الا الاستقواء بالخارج، واثارة الأزمات واختلاق تقارير تضرب الدولة المصرية، وتحول البعض منهم إلى نشطاء وخبراء على غيرالحقيقة. واصبح من السهل على اى عاطل ان يلجأ الى اى منصة اعلامية ليدعى اهدار حقوق الانسان دون اى معلومات او حقائق، ويجد استجابة لما يقول لدى اعداء مصر وجماعة الاخوان الارهابية، وتبدأ مرحلة ترويج الشائعات عن مصر، فكان لزاما ان تعيد الدولة ضبط ذلك فى اطار العمل الاهلى.
من هنا ارى ان من حق الدولة تنظيم هذا النشاط وهو ما اعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية، حينما قال إن الدولة المصرية تحترم مبدأى سيادة القانون والمساواة أمامه، وأن حرية العمل الأهلي مكفولة فى مصر بموجب الدستور والقوانين المصرية، وأن العمل فى أى من المجالات يجب أن يكون على النحو الذى تُنظمه القوانين المطبقة ذات الصلة ومُحاسبة من يخالفها، ولا حصانة لأحد. ونرفض أي محاولة للتأثير على التحقيقات التى تجريها النيابة العامة مع مواطنين مصريين تم توجيه اتهامات إليهم، عملا بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية الذى نص عليه القانون الدولى الذى يحكم العلاقات بين الدول.
دعاء: اللهم أجرنا من النار