حكايات| بـ«سجادة صلاة» تحت البحر.. أطول غطسة بالتاريخ لـ«صدام» المصري 

 بـ«سجادة صلاة» تحت البحر.. أطول غطسة بالتاريخ لـ«صدام» المصري 
بـ«سجادة صلاة» تحت البحر.. أطول غطسة بالتاريخ لـ«صدام» المصري 

شيماء مصطفى كمال


إلى قاع البحر بـ«دهب»، قفز شاب مصري ليحقق أرقام من «ذهب»، بأعظم وأطول غطسة في تاريخ البشر، مسجلا 145 ساعة تحت سطح البحر.

 

صدام كيلاني، اتخذ من قاع البحر الأحمر مستقرًا له لـ6 أيام متتالية، كسر بها الرقم القياسي لغواص تركي، الذي حقق من قبل 140 ساعة تحت الماء، ليبعث الشاب المصري برسالة مكتوبة من تحت الماء فحواه أنه بحلول الساعة الثانية ظهر الأربعاء يكون قد حقق 142 ساعة تحت الماء بشكل متواصل، وفي التاسعة والنصف مساءً سيكون حقق الرقم القياسي 150 ساعة.

 

صحيح أن «صدام» لم يكمل مخططه لكنه قدم نموذجًا غير عادي في تحقيق الحلم، وإن أنهته إرشادات الطبيب الخاص به، الذي ألزمه بالتوقف عند 145 ساعة فقط حفاظًا على صحته.

 

مصطفى فودة أحد المشاركين في الفريق المساعد بكيلاني أكد أن الفريق مستمر في دعمه بكل طاقته، فلم يكن هناك أي دعم وبخلوا به؛ حيث يشارك 3 فرق منهم (Planet divers) بـ9 غواصين، و(Dahb divers) بـ5 غواصين، و(Mirage divers) بـ6 غواصين، تناوبوا على مراعاته.. «بنساعد بكل الموجود معانا».

 

قصة البدلة والتغذية

 

البدلة التي يرتديها صدام صممتها خصيصًا له إحدى الشركات في شرم الشيخ، بها نظام تدفئة تصل عن طريق بطارية و«دفاية» حتى تشعره بالدفء، ومليئة بالهواء لعزلها عن الجسم ولا يشعر بحرارة الماء، أما عن السرير الخاص به سقفه عبارة عن حبال تحجزه أثناء النوم أسفله بعد نفخ البدلة قليلا.

 

 

ويرتدي صدام أثناء نومه قناع وجه كامل، يساعده على التنفس من أنفه وفمه، ولا يضطر للضغط على أسنانه للإمساك به، وفريق العمل الموجود معه يكونوا في حالة رقابة كاملة أثناء نومه، حيث كان ينام طويلا في بداية نزوله المياه للحفاظ على طاقته، ولا يشعر بالتعب باقي الأيام.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| حطم الرقم التركي.. «مصري» يسجل أطول غطسة في التاريخ

 

على مدار الأيام الستة، ظل كيلاني يعتمد في تغذيته على اللبن والموز بخلطهم في الخلاط ويتناولهم في زجاجة خاصة، أما عن المأكولات فهي الشوكلاتة والحلاوة الطحينية التي تعطي له طاقة، كل هذا بناء على توجيهات فريق التغذية، وهم 5 أطباء تخصصات طب أعماق وغطس، وكل ما يحدث هو تحدي لبقاء الإنسان تحت الماء أطول فترة ممكنة.

 

في حين أن العجلة التي استخدمها تحت الماء عادية ولكن تم إضافة أوزان لها لتثبيتها تحت الماء، وتساعده على تمرين عضلاته، ويوجد أيضا إطارات حديد خاصة بالجسم يقوم بعمل تمارين عليها حتى لا يحدث تيبس لعضلاته، وهو ما حدث له في غطسة الـ76.

 

 

وبحسب «فودة» فإن «الموضوع مش سهل ومكلف جدا لأننا متوقفين عن عملنا حاليا وكل اهتمامنا بإيفينت صدام، والوصول لتحقيق الحلم».

 

 
خلال أيام تواجد صدام تحت الماء حدث بعض المواقف، منها توقف إحدى الكاميرات التي تقوم بتصويره لحظة بلحظة بالرغم من وضعها بصندوق للحفاظ على الكاميرات، إلا أن ارتفاع الرياح تسبب في دخول المياه لها، فتم تدارك الأمر وتم تبديلها بكاميرا أخرى، وتم رفع الإضاءة تحت الماء لقيام كيلاني بالرسم على لوحة 6*مترين ونصف، وحدث لأول مرة الإتيان بسلوك معزولة لنزولها تحت الماء، ورفع الإضاءة حتى يتم تصويره بشكل أفضل.

 

 

وصل صدام كيلاني من الإسماعيلية إلى سيناء في عام 2012 وتعرف على رياضة الغطس، بحلول عام 2014 كان قد أكمل دورة المعلم، وبدأ بعدها حلمه بتحقيق أطول غطسة في التاريخ.

 

رحلة صدام نحو تحطيم الرقم القياسي لم تكن سهلة وقصته هي قصة عزيمة قبل الانطلاق في مغامرته اتصل بصديقه  عادل طاهر وهو طبيب غوص في سيناء، سأله إذا كان يعتقد أن حلمه يمكن تحقيقه، وبعد سماعه أن صدام ليس لديه فريق ولا معدات مخصصة ولا رعاية مالية، أوضح أنه حتى لو كانت حالة صدام الجسدية وموقفه العقلي جيدة، فإن احتمال تحطيم الرقم القياسي كان ضئيلاً، إلا أنه تحت إشراف مديره الفني سمير درويش وبدعم من الدكتور عادل طاهر.

 

 

أجرى صدام بعض اختبارات المياه في حوض سباحة، بعد أن وصل إلى 18 ساعة في بيئة محصورة ، أجرى أول اختبار له في المياه المفتوحة ، مما أثار دهشته ودهشة الطبيب ، مما أدى إلى غوص لمدة ثلاثين ساعة.

على الرغم من التحديات، استطاع التدريب على الأكل والشرب والنوم والصلاة، في سبتمبر 2017 حقق غطسة 100 ساعة و20 دقيقة كان ضمن فريق تنظيم الغطسة كابتن محمد مدني، كان يتابع مع زملائه الغطاسين حالة صدام.

 

 

وعندما وجد مشكلة في بدلة صدام طلب منه الخروج وقتها ولكنه رفض، في الدقيقة 99، وهو ما أثار حفيظة زملائه من الفريق المرافق له، وانضم لهم كابتن إيهاب المالحي وطلب منه الخروج من الماء حفاظا على حياته، حتى خرج بالفعل بعد تحقيق 100 ساعة و20 دقيقة.