قصة حب غريبة كادت تتسبب في إفلاس أنور وجدي

قصة حب كادت تفلس أنور وجدي
قصة حب كادت تفلس أنور وجدي

أنور وجدي فنان فاتن للنساء تعددت مهاراته ومواهبه، فهو بحق فنان شامل، فقد كان ممثلا، ومخرجا، ومنتجا، وكاتبا، وساهم في اكتشاف عدد كبير من نجوم الفن، الذين أصبحوا علامات بارزة في تاريخ السينما، لكنه أيضا كان بارعًا فى أساليب الدعاية لأفلامه والمتأثر بالمدرسة الهوليوودية فقد نشرت أخبار اليوم تحت عنوان «حادث عاطفي غريب» في عددها الصادر في 20/1/1945.


وقع حادث لم يعرفه الجمهور فقد اتفق النجم أنور وجدي مع الراقصة العالمية تحية كاريوكا في أواخر سنة 1943على العمل معها في فرقة استعراضية متنقلة في الأرياف يديرها الكوميدي اللطيف بشارة واكيم وزوجته ماري منيب ومعهما كثير من ألمع الكواكب، ومنهم ثريا حلمي وإسماعيل يس وبديعة صادق ومحمد كامل وعبد الحميد زكي وغيرهم.


ولكن تحية أحبت أنور.. وكان أنور مشغولا بحب أخرى من بنات البيوتات هى البلبلة رجاء فوقعت حوادث جسام أوشكت أن تؤدي إلى إفلاس الفرقة لولا أن أنقذت رجاء الموقف، وأصبحت هذه الفرقة أعظم فرقة استعراضية في مصر، وقد سجلت شركة الأفلام العربية هذا الحادث في فيلمها العظيم «ليلة الحظ» الذي يخرجه الفنان عبد الفتاح حسن.


كما كان أنور وجدي يلجأ إلى بعض الحيل التى تكسب أفلامه نجاحاً وجماهيرية، إلى جانب الإتقان والموهبة للعمل الفني ومن ضمن هذه الحيل ما كتبته مجلة الكواكب فى عدد نادر عن حيلة كان يلجأ لها أنور وجدى كلما طرح فيلماً جديداً، حيث كان يعلن فى الصحف عن اسم 50 نجماً من كبار النجوم يعتزمون حضور حفلات العرض الأول لأفلامه، فيتسابق الجمهور من عشاق هؤلاء النجوم حضور هذا العرض حتى يرون نجومهم المفضلين، وعندما يتزاحم الجمهور ولا يجد هؤلاء النجوم، كان أنور وجدى يقف ويخطب فيهم خطبة حماسية قبل الفيلم، فيقف الجمهور ويحمله على الأعناق ويحلف بحياته.

 

وكانت تلك أبرز أنواع الدعايا التي يقدمها أنور وجدي لجمهوره ذلك الفنان الذي ولد في 11 أكتوبر 1904 في حي الظاهر بالقاهرة، لأب سوري وأم مصرية واسمه الحقيقي محمد أنور يحيى الفتال وجدي، وانتقل الأب الذى كان يعمل فى تجارة القماش مع أسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته وتعرض للإفلاس.

 

دخل أنور المدرسة الفرنسية الفرير واتقن اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة بعد فترة كى يتفرغ للفن خاصة مع ظروف أسرته الصعبة، وكان يهوى الفن منذ صغره وعمل في العديد من الفرق الفنية الصغيرة.

 

كان أنور وجدي يتمتع بذكاء شديد ومواهب فنية وإدارية جعلت نجمه يصعد ويتحول من الفقر للغنى ومن كومبارس صغير فى فرقة رمسيس إلى أكبر منتج فى مصر، وأحد أهم صناع السينما.


حينها كان أنور وجدى مشغولا دائماً بالتطوير السينمائي وعندما خطفه الموت بعد رحلة مرض عام 1955 قبل أن يتجاوز بداية الخمسين من عمره ودون أن يكون له أولاد عثر فى شقته على ما يؤكد أنه كان يخطط لأعمال فنية لسنوات قادمة ومن ضمنها أفلام عالمية.

 

وسافر أنور وجدى خلال السنوات الأخيرة من حياته أكثر من مرة إلى إيطاليا وجلس مع السينمائيين الإيطاليين وتحدث معهم عن السينما المصرية تمهيداً لإنتاج أفلام مشتركة، حتى أنه بعد وفاته زار مصر أحد صناع السينما الإيطالية وسأل مارى كوينى عن أنور وجدى وانهار بالبكاء حين عرف أنه مات، مؤكدا أنه كان يخطط لفيلم إيطالى مصرى مشترك ضخم مع الشركات الإيطالية.