ترامب.. ولاية ثانية أم إطاحة بـ«تصويت عقابي»؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

فاز أغلب الرؤساء الأمريكيين السابقين بالانتخابات لدى ترشحهم لولاية ثانية، ويسعى الرئيس الحالي دونالد ترامب ليكون واحدًا من هؤلاء وألا يقتصر حكمه على ‏ولاية واحدة ‏منذ أكثر من ربع قرن بعد نجاح الرؤساء الثلاثة السابقين ‏له، وهم ‏باراك ‏أوباما ‏وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون فى نيل ثقة الناخبين للمرة ‏الثانية.‏

 

تصويت عقابي

وعادة ما تكون حظوظ الرئيس فى الفوز بولاية ثانية أعلى من منافسه نظرا ‏للمميزات التى يوفرها له منصبه، من تغطية إعلامية قوية وإنجازات يمكن ‏الاستناد إليها وسهولة جمع تبرعات للحملة الانتخابية، إلا أن المرشح قد يتعرض ‏لما يمكن وصفه بـ«تصويت عقابي» حال عدم وفائه بوعوده الانتخابية أو الفشل فى ‏تخطى الأزمات التى تظهر خلال فترة ولايته الأولى.‏

 

ولاية ثانية

وعلى مدار تاريخ الولايات المتحدة ومنذ نشأة النظام الرئاسى فى البلاد عام ‏‎1789‎، منى عشرة رؤساء فقط من بين 45 رئيسًا بالهزيمة بعد ترشحهم لفترة ‏ولاية ثانية، حيث عاقبهم الناخبون على سياساتهم خلال فترة ولايتهم الأولى من ‏خلال التصويت لصالح المرشح الرئاسى المنافس، فمنذ الحرب العالمية الثانية ‏تمكن 8 رؤساء أمريكيين من الفوز بولاية ثانية، بينما فشل ثلاثة منهم فقط فى ‏ذلك، وهم جورج بوش الأب وجيمى كارتر وجيرالد فورد.‏

ولم ينل جورج بوش الأب ‏(الرئيس 41 لأمريكا)‏ ثقة الناخبين للفوز بولاية رئاسية ‏ثانية رغم مسيرته المهنية الحافلة بالمناصب،  إذ ‏عانت الولايات المتحدة فى ظل ‏حكمه ‏‎‏ ‏‎1989 )‎‏- ‏‎ ‎1993‎‏) من ركود اقتصادى حال دون تنفيذه وعوده ‏الانتخابية ‏بعدم فرض مزيد من الضرائب ليخسر بذلك الانتخابات أمام منافسه بيل كلينتون ‏عام 1992.‏

 

الخاسرون

ويعد جيمى كارتر ‏(الرئيس 39 لأمريكا) مثالاً آخر للتصويت العقابى للناخبين، ‏فقد خسر أمام منافسه رونالد ريجان فى انتخابات 1980, بعدما واجه خلال ‏ولايته الأولى (1977 – 1981)‏‎‏ أزمات متعددة منها الركود الاقتصادى, وأزمة ‏الرهائن الأمريكيين فى إيران وأزمة فى إمدادات الطاقة.‏

كما أن جيرالد فورد (الرئيس 38 لأمريكا) الذى تولى الرئاسة عام 1974 بعد ‏استقالة ريتشارد نيكسون إثر فضحية ووتر جيت، لم يتمكن هو الآخر من نيل ثقة ‏الناخبين لفترة ولاية ثانية بعدما استعصى عليه مواجهة تحديات التضخم ‏والاضطراب الاقتصادى وأزمات فى قطاع الطاقة، وخسر السباق إلى البيت ‏الأبيض فى انتخابات عام 1976 أمام منافسة جيمى كارتر.‏

 

حظوظ «ترامب»

فهل يتمكن ترامب ( الرئيس 45 لأمريكا) من نيل ثقة الناخبين للمرة الثانية أم ‏سيواجه تصويت عقابى على نهجه المعارض للاحتجاجات ضد العنصرية التى ‏اجتاحت المدن الأمريكية فى ‏ظل حكمه، وسياساته الخارجية المثيرة للجدل وقبل ‏كل ذلك إدارته لأزمة فيروس كورونا المستجد وما نتج عنها من خسائر بشرية ‏وأضرار بقطاعات اقتصادية رئيسية.‏

 

اقرأ المزيد .. صعود أسعار النفط العالمية وسط احتدام السباق الرئاسي الأمريكي