نقطة تحول

انفراج فى الأزمة اللبنانية

د. هدى محمد
د. هدى محمد

كلف الرئيس اللبنانى ميشيل عون سعد الحررى بتشكيل حكومة جديدة حيث تنتظر الحريرى مهمة صعبة فى لحظة فارقة تمر بها لبنان مرحلة مخاض بعد حراك شعبى غير مسبوق فهل ينجح الحريرى فى حل الأزمة اللبنانية، وعودة لبنان إلى سابق عهده درة البحر المتوسط بلد الثقافة والتراجم ومهد الصحافة العربية يجمع سحر الشرق وثقافة الغرب، والذى يواجه تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، ويعانى من سوء الإدارة وغياب المحاسبة وينجرف نحو أزمة اقتصادية بعد عقود من الفساد وتدهور قيمة الليرة مع نزيف احتياطى البنك المركزى وأزمة مصارف وتعثر فى محادثات صندوق النقد، مما أدى إلى أزمة سياسية، وخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت الذى قد يعجل بنهاية النظام الطائفى فى لبنان، وكان ميشيل عون اقترح إلغاء المحاصصة الطائفية فى الوزارات السيادية قائلاً «إن لبنان ذاهب إلى الجحيم إذا لم يتم تشكيل الحكومة وإن لا حل قريبا للأزمة اللبنانية ولابد من معجزة لأن الدستور اللبنانى لا ينص على تولى طائفة محددة وزارة بعينها»، بينما ينص اتفاق الطائف «وثيقة الوفاق الوطنى اللبنانى» التى وقعت بين الأطراف المتنازعة فى لبنان فى 1989 فى مدينة الطائف بالسعودية وأقرت قانون أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التى استمرت خمسة عشر عاماً، وأعادت ترسيخ السيادة اللبنانية فى جنوب لبنان وذلك توازياً مع انسحاب سوريا خلال عامين ونزع سلاح جميع الميليشيات وتوزيع السلطة بينهم، الآن ينتظر لبنان تحديات كثيرة وتساؤلات حول مستقبله بالنظام الطائفى الحالى المحاصصة، وما هو النظام السياسى البديل الذى قد توافق عليه جميع الطوائف اللبنانية وهل سيؤدى إلى إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل حكومة تكنوقراط وتصبح لبنان دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة بعد إجراء انتخابات برلمانية جديدة، بينما تشهد لبنان توقيع اتفاق ترسيم حدود برية وبحرية بينها وبين إسرائيل بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة فى مقر قوات حفظ السلام الدولية.