إنها مصر

الإعلام خط الدفاع الأول

كرم جبر
كرم جبر

بعد تحرير البلاد من قبضة الجماعة الإرهابية، انسحب جيش الفساد الإعلامى الإخوانى الذى كان يسيطر على الداخل، وانتقلت العمليات إلى الخارج، وأصبحت الحملات العدائية تتخذ الأشكال التالية:
> أولاً: ضخ الأكاذيب والشائعات التى تمس الأمور الحياتية للناس مثل الأسعار والخدمات والتموين والمعاشات، والتشكيك فى الإجراءات التى تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية.
> ثانياً: ابتداع أشكال كاريكاتورية للنشطاء الجدد، مثل المقاول العرة وبهلوانات الجزيرة والشرق ومكملين، أملاً فى استقطاب مجموعات من الخارجين على القانون والمجرمين والهاربين من الأحكام، تساعدهم فى استعادة الفوضى والخراب.
> ثالثاً: محاولات ضرب الثقة بين الدولة والمواطنين ببث أكاذيب عن المشروعات الكبرى وبناء المساجد والكنائس والطرق والكباري، والزعم بأن هناك مشروعات لها أولوية عنها.
> رابعاً: إثارة الادعاءات القديمة المتعلقة بحقوق الإنسان، بنفس المفردات الكاذبة والأساليب المرسلة، التى تفتقد السند والدليل، واستقطاب أجهزة وجماعات أجنبية مدفوعة الأجر.
الجماعة الإرهابية مستمرة فى الصعود إلى الهاوية، وكلما تحقق إنجاز وانفرجت أزمة، أصيبوا بالهوس والجنون وازداد سعارهم.
الإعلام هو خط الدفاع الأول لتحصين الرأى العام بالوعى واليقظة، بالحقائق والمعلومات والأدلة والأسانيد، خصوصاً وأن الناس يشاهدون بأعينهم إنجازات على أرض الواقع يوماً بعد يوم.
شحن الناس بالطاقة الإيجابية، لمقاومة محاولات بث اليأس والإحباط، ليس بالكلام والشعارات، وإنما بالمصداقية، وتدعيم الثقة بين الدولة والمواطنين، وكشف محاولات المساس بها.
غرف الأكاذيب الإخوانية، يجب أن تواجهها غرف حقائق وطنية، فى معركة إسقاط الأقنعة، فلن يهدأ لهم بال ولن يغمض جفن، طالما مصر تتعافى وتقف على أرض صلبة.. فلا تعلو قامتهم بالبناء وإنما بالوقوف فوق الأنقاض.
وبماذا تفسر انتشار الكذب والخداع والزيف، وسطوع الشائعات وإضعاف الهوية الإنسانية، واستحلال ما ليس لك، وغروب شمس القيم وأفول الأخلاق والضمير؟
حتى لو كانت حالات قليلة، فإن من ينظر للكنيسة على أنها أقل مرتبة من المسجد، أو أن الملتحى أكثر إيماناً من غيره، أو المنتقبة طريقها مفروش إلى الجنة، أو أن الأديان لا تعترف بقدسية الأوطان.. فمعناه غيبوبة الوعي.
الغيبوبة أن تبحث فى الأشياء الجميلة عن قبح، وفى الحسنات عن سيئات، وفى الخير عن شر، وأن يُضبط العقل على موجات سلبية، وتخلق شكوكاً وفقدان ثقة فى كل شيء.
لماذا لم تذهب عيونهم إلى المساكن الأنيقة التى كانت خرابات، تعشش فيها الثعابين بجوار الإنسان، وأن الدولة التى تبنى المساجد لإعلاء صوت الأذان، هى نفسها التى تتخلص نهائياً من العشوائيات، لتعيد الإنسانية إلى الإنسان؟
صناع الغيبوبة أساتذة فى الكذب، وتنجح بضاعتهم إذا صدقهم بعض الناس.
علمياً: الوعى هو علاج الغيبوبة، لحماية عقول الناس من هيمنة الإنسان على الإنسان، وإحياء «العقل»، وهو الميزة الكبرى التى يميزه بها الله عن سائر الكائنات الحية الأخرى.