إنها مصر

لنفهم ما حولنا !

كرم جبر
كرم جبر

أمير قطر وحاكم تركيا ليسا إلا مجرد مخالب فى أيدى قوى كبرى تحركهما من وراء الستار، بجانب المصالح الشخصية المريضة للاثنين، وأن يكون لهما دور وهيمنة فى المنطقة على حساب مصر.
أحدهما يحلم بأن تكون إمارته الصغيرة التى هى فى حجم كف اليد قوة كبيرة لها تأثير، ويفعل ذلك بتنشيط أدوات الشر وليس الخير، وفى استطاعته أن يحول الأموال التى وهبها الله لإمارته إلى المشروعات والبناء والتعمير والزراعة فى الدول التى يستهدفها بالمؤامرات والأسلحة والأعمال الإرهابية.
ولكن يبدو أن أعمال الخير بالنسبة لأمير قطر شر مستطير، فهو ينفذ ما يُملى عليه، ويضع لمساته الخاصة، فتكون النتيجة تخريب وتدمير وتآمر فى دول لم تفعل له شيئاً.
وحاكم تركيا يلعب على استعادة الأمجاد، وكان يمكن أن يستعيدها بالتعاون والصداقة ونشر المحبة والسلام، ومحو الصورة البشعة لإمبراطوريته العثمانية، التى روعت البشرية قتلاً وتنكيلاً وتآمرا.
ولكن يبدو أن صداقة الأتراك من الأشياء المكروهة تجاه مصر بالذات، فلم يكن لهم مع حكامنا الوطنيين عمار فى أى وقت من الأوقات أو علاقات متينة، بل برود وجفاء، ثم جاء أردوغان مستعرضاً جهله التاريخى، وتصور أن عجلة الأمن يمكن أن تعود إلى الوراء.
ما علينا..
ليس أردوغان وتميم فقط من يضمران الشر لمصر، فعلى الهامش ترقص طوابير كثيرة من الذئاب، قنوات وجرائد ومواقع ممولة وغرف إلكترونية شريرة، لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وزرعت فيها شراً.
وأشرار الإعلام المعادى لمصر يعيشون عالماً افتراضياً مؤداه أن البلد تغلى وتموج بالغضب وحبلى بكل ألوان التوتر، ويتصورون أن الازدحام فى بعض الشوارع تظاهرات، وأن المناداة على الفواكه والخضراوات فى الأسواق صرخات احتجاج.
المثل يقول «لا يستطيع أحد أن يركب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً»، وفى وقوف مصر واعتدال ظهرها، إفساد لمؤامراتهم ورد لكيدهم، فهم يريدون بلداً تسرى الأزمات فى عروقه، لتنتعش آمالهم وأحلامهم.
كل طوبة ترتفع فى بناء توجع رءوس أهل الشر، وكل نبتة خضراء فى بلادنا أشواك فى أجسادهم، وكل أمل يلوح فى الأفق يصيبهم باليأس والإحباط.
ولن يتوقفوا ونحن أيضاً يجب ألا نتوقف.
فالدول مثل الأشخاص ولا يعمل حسابها الصديق ولا العدو إلا إذا كانت قوية ومتماسكة وتفرض احترامها على الجميع، فمن يخشاك يعمل حسابك ويتقرب منك، ومن يستهين بك يسعى إلى ركوب ظهرك.
قوة مصر فى شعبها وتلاحمه ووقوفه فى ظهر دولته، واستشراف المستقبل بثقة واطمئنان، واستمرار النهضة الاقتصادية الكبرى، التى تجعل الأرض تحت أقدامنا ثابتة.
ومن أهم أسلحة القوة أن يكون الشعب واعياً بما يدبر له فى العلن والخفاء.