فى الصميم

بين القاهرة وبغداد

جـلال عـارف
جـلال عـارف

خطوات مهمة تتم على طريق تعزيز العلاقات بين مصر والعراق. الدولتان ومعهما الأردن الشقيق تأتى تحركاتهم على طريق العمل المشترك عن وعى عميق بالظروف التى تمر بها المنطقة والعالم، وبالحاجة إلى استيعاب دروس الماضى والبناء عليها من أجل تحقيق مصالحها وضمان أمنها وتطوير ما بينها من علاقات لتجاوز التحديات الراهنة وبناء مستقبل من الشراكة التى تعود بالخير على الشعوب وتبنى قاعدة عربية قوية تملك معا كل الامكانيات البشرية والمادية لضمان الأمن وتحقيق التقدم.
تقف مصر مع العراق الشقيق والجهود التى يبذلها لاستعادة الاستقرار ولإنهاء السنوات الصعبة التى تعرض فيها للغزو ولهدم الدولة، ثم لتحويله إلى ساحة للنفوذ الاجنبى والصراع الاقليمى والفتنة الطائفية وزرع عصابات الإرهاب التى لا تعرف دينا ولا تؤمن بوطن.
تقف مصر مع العراق الشقيق وهو يناضل لعبور المحنة وآثارها الوبيلة ويعمل جاهدا على استعادة عمقه العربى وقراره المستقل، ليمضى فى النضال الأصعب من أجل إعادة التعمير وبناء الاقتصاد واستعادة مؤسسات الدولة القادرة على حماية الاستقرار.
ويتوجه العراق الشقيق لدعم علاقاته مع مصر وهو يتطلع لاستعادة دوره ومكانته وبناء ما تم هدمه. ولاشك أن التعاون المشترك بين الدولتين يمكن أن يقدم نموذجا للتعاون العربى، ويفتح الباب أمام تحقيق المصالح الكبيرة التى تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين، ويقيم قاعدة للتعاون الاقتصادى والسياسى والأمنى تشكل إضافة تحتاجها الدولتان وسط التحديات الكبيرة التى تمر بها المنطقة، وبعد تجارب صعبة أوضحت أن كل مخططات الاعداء تستند ـ قبل كل شىء ـ إلى غياب العامل العربى أو تغييبه واستهداف دوله الرئيسية كما فعلوا مع العراق وكما حاولوا مع مصر.
آفاق التعاون بين القاهرة وبغداد مفتوحة فى كل المجالات لخير الدولتين والشعبين الشقيقين. الأمن والاستقرار والتنمية هى عناوين هذا التعاون القادر على تحقيق الكثير رغم كل التحديات.