تلاشي غيوم الليل المضيئة 

تلاشي غيوم الليل المضيئة 
تلاشي غيوم الليل المضيئة 

أظهرت أحدث خرائط مركبة الفضاء أيم التابعة لناسا اختفاء غيوم الليل المضيئة (Noctilucent Clouds) فوق القطب الشمالي للكرة الأرضية  لأول مرة منذ منتصف مايو 2020 ، ولم يعد لها وجود منذ 28 أغسطس ما يعني انتهاء موسمها هذا العام. 

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، هذا امر طبيعي، فغيوم الليل المضيئة تتكون عندما يرتفع بخار الماء في الصيف إلى حافة الفضاء ، ويتبلور حول دخان الشهب وينتج عن ذلك غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس، وتكون هذه السحب دائمًا أقوى في يونيو ويوليو ، ثم تبدأ بشكل طبيعي في التلاشي في أواخر الصيف.

هذا الصيف،عززت درجات الحرارة الباردة القياسية في الغلاف الجوي من إنتاجها، فقد كانت هناك عروض مذهلة على أوروبا ومشاهد واسعة النطاق جنوبا حتى خط عرض لوس أنجلوس ، كاليفورنيا.

غيوم الليل المضيئة - حزم جليدية "مكهربة - زرقاء" تطفو عند حافة الفضاء ولفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا ان البيانات تشير الى انها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب ، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الليل المضيئة، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.

يعتقد أن بلورات الجليد يمكن ان تتشكل حول دخان الشهب إلى حجم يتراوح من 20 إلى 70 نانومتر، و بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي بلورات من 10 الى 100 مره أكبر.

من المعلوم أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهريه غباريه ، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر الى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض .

منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبيه الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيده نحو الجنوب ويعتقد ان السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفره غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.

يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء ، و بخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة ، و اذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا .

إن اللون الأزرق لغيوم الليل المضيئة سببه الحجم الصغير لبلورات الجليد ، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجيه القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجيه الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر الى الأسفل نحو الأرض.

على الرغم من كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيره إلا ان هناك شئ واحد واضح وهو ان دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها

جدير بالذكر أنه في غضون بضعة أشهر ستظهر غيوم الليل المضيئة مرة أخرى - هذه المرة فوق القطب الجنوبي، وعادة يمتد الموسم الجنوبي من نوفمبر إلى فبراير (من الربيع إلى الصيف بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية) حتى ذلك الحين ، لن ترصد غيوم الليل المضيئة، التاج الأزرق الكهربائي لكوكبنا، ولكنها بالتأكيد ستعود.