المدارس الدولية.. بين الاستقلالية والتبعية فى زمن الكورونا

ممدوح عباس رئيس الزمالك السابق
ممدوح عباس رئيس الزمالك السابق

عرفت مصر المدارس الدولية مع مجيء كل من الاحتلال الفرنسى والانجليزى فى القرن الماضي، ومع حلول العقد الأول من الألفية الحالية شهدت مصر إنشاء العديد من المدارس الدولية المختلفة، الأمريكية والفرنسية والألمانية والبريطانية والكندية، وأصبح من النادر أن نجد دولة كبرى ليس لها مدرسة فى مصر وشهادة تعليمية خاصة بها.
ومن ذلك الوقت تتجدد من فترة لأخرى موجات من الجدل حول العلاقة بين المدارس الدولية ووزارة التربية والتعليم التى تعد الجهة المنوط بها مسئولية الإشراف على العملية التعليمية للدولة ككل، وكان من بين الجدل الدائر مدى مسئولية الوزارة تجاه المدارس الدولية تنظيميا وإجرائيا دونما تدخل مباشر من الوزارة فى المضمون والمحتوى الدراسى لتلك المدارس.
وكانت آخر موجات الجدل من خلال ما تابعناه خلال الأيام الماضية بعدما أعلنت وزارة التربية والتعليم، عدم جواز بدء الدراسة بشكل نظامى أى بحضور الطلاب فى المدارس التى تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة أى "المدارس الدولية" قبل 15 سبتمبر المقبل، مع إمكانية البدء فى الدراسة عن بُعد "أون لاين" من أول سبتمبر الماضي، مع التشديد على الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية التى أعلنتها جهات الاختصاص، بشأن الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والمعلمين وجميع العاملين بالمدرسة.
كما أن وزارة التربية والتعليم قد أعلنت عن انطلاق العام الدراسى بشكل عام فى الـ 17 من أكتوبر القادم، حيث يأتى هذا الموعد مخالفا لما اعتدنا عليه من مواعيد بدء الدراسة فى الأعوام الماضية، وذلك يأتى بطبيعة الحال لما نواجهه من تداعيات لفيروس كورونا.
بالإضافة لذلك يأتى ما ذكره مسئولون فى منظمة الصحة العالمية بأن الكثير من الدول قد اتخذت قرارًا باستمرار التعليم عن بعد، لأنه لا يزال هناك تخوف كبير من أن يتسبب قرار عودة المدارس فى انتشار العدوى أو الانتقال للموجة الثانية من الوباء، وأنه يجب تقييم المخاطر لمعرفة موقف عودة الطلاب للمدارس، وأنه يجب أن تكون لكل مدرسة خطة معينة لمسح الطلاب ومراقبة الحالة الصحية للطلاب ولو حدث حالات اشتباه كيفية التعامل معها، والبديل المتاح لاستكمال المسيرة التعليمية حال زيادة المخاطر.
وبناء على كل ما سبق، وبدون الدخول أو الطرق إلى الجدل بين تبعية المدارس الدولية لوزارة التربية والتعليم تنظيميا من عدمه، أتطلع أن يتخذ السيد وزير التربية والتعليم القرارات الإدارية والإنسانية اللازمة حفاظا على الطلاب من خطر مازال داهما وقائما من جراء فيروس كورونا، وأن تُتخذ الخطوات الصحيحة بشأن الدراسة بالشكل الهجينى أو المنتظم مع إمكانية البدء فى الدراسة عن بُعد، لأن بدء الدراسة فى الموعد المقرر منتصف سبتمبر الجارى بدون الوقوف على توفير التباعد الاجتماعى وكل الوسائل الاحترازية اللازمة للطلاب والعاملين والإداريين ومن خلال وسائل نقل الطلاب، سيؤدى إلى المخاطرة بأبنائنا وقد يؤدى لغلق المدارس بعد ذلك إذا ظهرت حالة واحدة فى أى مدرسة.