نقطة فى بحر

الصحافة.. الداء والدواء

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

الأحد الماضى وعلى قناة المحور أدلى أسامة هيكل بحديث استشف منه كل من شاهده أن الصحافة الورقية فى طريقها إلى الاندثار ولن تفلح معها حتى قبلة الحياة.
ردود الفعل سواء من المحترفين أو من المهتمين وصفوة ونخبة المجتمع على حديث وزير الدولة للإعلام جعلته يدلى بتصريح لأحد المواقع الإخبارية ينفى فيه تفسيرات كل الذين تناولوا حواره على قناة المحور مؤكدا أنه لم يقصد ما فهمه البعض وأردف أنه وبعد انتهاء تداعيات كورونا سيدعو كوزير إلى مؤتمر يبحث مستقبل الصحافة والإعلام فى مصر وأن المؤتمر يأتى لدعم المهنة فى ظل تطورات وسائل الاتصال ونقل المعلومات.
واختتم تصريحه بمطالبة الجهات المعنية بالمساهمة فى التخطيط لفعاليات المؤتمر إنقاذا للمهنة.
إلى هنا استطيع القول بأن كلام الوزير كلام معقول وكلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه، لكن طبعا لأنه كلام تنظيرى   ينطلق منه الوزير.. من المؤتمر كفكرة مروراً بالتخطيط له نهاية بانعقاده، أى أن الوزير سيبدأ من جديد فى موضوع قُتل بحثاً سواء بواسطة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أو الهيئتين الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة.
رحلة الوزير فى عالم الصحافة الورقية والإلكترونية مشوار طويل بدأه منذ أن كان محرراً بجريدة الوفد وصولاً إلى أعلى منصب فى الصحافة كرئيس للتحرير وبعدها وزيراً للإعلام ثم رئيساً لمدينة الإنتاج الإعلامى ثم عودته وزير دولة للإعلام، أى بحسبة بسيطة فإنه مدرك للداء وأسبابه ويعلم جيداً ما هو الدواء.. وهنا بيت القصيد، المشاكل والحلول حددتهما الهيئتان الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة منذ قرار تشكيلهما عام ٢٠١٧ وما سبق أن طرحته الهيئتان بإشراف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يمكن الحصول عليه ودراسته بدقة وليبدأ معالى الوزير فى تنفيذ هذه الحلول ومنها أن تتدخل الحكومة لتوفير مطبعة حديثة وشركة لإنتاج الورق. أما عن تطوير المحتوى والاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية فى العمل فهو ما قطعت فيه كثير من المؤسسات القومية شوطاً طويلاً وليس بمشروع غرفة الأخبار الرقمية فى دار أخبار اليوم عنا ببعيد.
وإذا كانت رؤية وزير الدولة للإعلام أن الصحف الورقية جميعها تتشابه فى المحتوى فماذا عن المواقع الإلكترونية التى تعمل بلا ضابط أو رابط وهل لا تتشابه هى الأخرى فيما تقدمه من محتوى.
كنت أتمنى أن يسعى معالى الوزير إلى استعادة المواقع الإلكترونية للصحف القومية التى غابت عن جمهورها منذ ما يقرب من عامين وافتقد هذا الجمهور إعلاماً يبذل فيه المسئولون عنه كل جهدهم ويبذل العاملون فى هذا الحقل أقصى جهد من أجل تقديم خدمة متميزة سواء لمن يقرأ الورقية أو يطالع الإلكترونية.
الداء معروف وتم تشخيصه والدواء معروف وتم الإعلان عنه ويبقى أن تبدأ وزارة الدولة للإعلام من حيث انتهى الآخرون سواء  المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام أو الهيئتان الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام وعليه أن يمد يد العون والمساعدة بدلا من  مؤتمر سرعان ما تنفض جلساته ولا نخرج منه بشئ مستحق.