أحلام مصرية جداً

ماذا ينتظرون ؟

نهاد عرفة
نهاد عرفة

قرأت تقريراً عن حوادث المعديات فى مصر، أثارنى بالرعب،لا يكاد يمر عام إلا ونسمع عن العشرات والمئات من ضحايا المعديات التى أصبحت وسائل نقل للآخرة، خاصة أيام الأعياد والمناسبات، منهم من يتم انتشال جثته ومنهم المفقودون، أسباب حوادث وغرق المعديات مختلفة ومتعددة ولم تأت من فراغ، فغالبيتها يحتاج لصيانة، وغالباً ما يقودها صبية لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما دون حصولهم على التراخيص اللازمة، إن المسئولين ودن من طين والأخرى من عجين، لا أحد منهم فكر فى كيفية تفاديها وإيجاد حلول لها رغم مطالبة الأهالى فى كافة أنحاء مصر ببناء الكبارى العلوية لتفادى حوادث الغرق، وكأننا ننتظرحلاً يأتى من السماء، أو ننتظر إلى أن توجه القيادة السياسية ببناء الكبارى ! لقد أعاد حادث معدية دميشلى بمركز كوم حمادة بمحافظة المنوفية مؤخرا، بأهمية المطالبة ببناء الكبارى العلوية، وهو المطلب المستمر منذ أعوام، ولكن يصمت المحافظون والمسئولون ولا يفكرون فى الخروج بحلول لهذه الحوادث المتكررة، إلا من الحديث عبر القنوات التليفزيونية ثم يعودون إلى مكاتبهم فى انتظار الحادث التالى !! وبعد قرار الرئيس السيسى بإلغاء المعديات وإحلال الكبارى بدلاً منها حفاظاً على أرواح المواطنين، أكاد أُجزم أن مصر بجميع محافظاتها الذى يخترقها النيل ستشهد فى القريب العاجل حلاً جزريا لحوادث المعديات. التساؤل المطروح دائماً.. لماذا لا يقوم المسئولون والمحافظون باتخاذ القرارات الخاصة بمحافظاتهم، وقد سمعنا مراراً من الرئيس السيسى أن كل محافظ مسئول عن اتخاذ القرارات الخاصة التى تهم المواطنين بمحافظته، لماذا ينتظرون إلى أن يتدخل الرئيس الذى من المفروض أن مهامه السياسية أكبر وأهم من أن يترك على عاتقه كل كبيرة وصغيرة، المركزية فى اتخاذ القرار من شأنها أن تعود بالسلب على الأداء الوظيفى فى الدولة، المركزية تراث قديم لا بد من التغلب عليه إذا كنا نريد أن نساهم بجدية فى بناء الدولة. واللا مركزية تتيح الفرصة للموظفين والمرؤوسين الاتصال المباشر مع المسئول والمشاركة فى وضع الخطط والبرامج التى من شأنها حل الأزمات، وتشجعهم على التغلب على المعوقات وتخلق بيئة مناسبة للعمل. ولنترك رئيس الدولة لمهامه الأساسية فى التغلب على الأزمات السياسية والاقتصادية التى تحيط بالبلاد وما أكثرها.