مصرية أنا

سلام عليك يا لبنان

إيمان أنور
إيمان أنور

 أى زائر للبنان لا يخطئ التقسيم الطائفى الذى يسيطر على الحكم منذ عقود طويلة.. فعندما تستقل السيارة الاجرة من مطار رفيق الحريرى بالعاصمة بيروت مارا بالشمال الذى يسيطر عليه المسيحيون المارون إلى وسط بيروت المسيطر عليه السنة ثم إلى الجنوب حيث الشيعة وحزب الله تستطيع ببساطة وكل وضوح معرفة بداية ونهاية كل منطقة عند ظهور الملصقات واللافتات الضخمة لصور زعيم منطقة لتختفى وتظهر اللافتات لصور زعيم آخر.. ففى الشمال تظهر صور ميشيل عون حيث المارون وتختفى لتظهر صور رفيق الحريرى وسعد الحريرى فتدرك انك قصدت الوسط السنى وعندما تختفى تعرف انك غادرت الوسط إلى الجنوب الشيعى لتنتشر ملصقات الصور لحسن نصر الله.. والامر لا يقتصر على ذلك وانما هناك العديد من الطوائف الاخرى مثل الدروز والأرمن والسريان وغيرهم الا ان الشيعة والسنة والمارون هى الطوائف الابرز والحاكمة فى لبنان.. وينعكس هذا التقسيم على المستوى الثقافى والاقتصادى والاجتماعى للسكان فى لبنان.. فكلما اتجهت إلى الشمال تشعر بالتمدين والمستوى الراقى والحرية والانفتاح حيث احدث خطوط الموضة وعمليات التجميل والمطاعم الفاخرة والسهرات التى تمتد للصباح فى النوادى الليلية والبارات والطرق الواسعة العريضة والغلاء الفاحش الذى يضاهى العاصمة الفرنسية باريس.. وتستمد كل طائفة قوتها من الخارج فالشيعة يستمدون قوتهم من ايران والسنة تعتمد على السعودية والمارون يستقوون بالغرب وخاصة فرنسا..
وخلال زياراتى العديدة للبنان السمة الاساسية التى لامستها فى الشعب اللبنانى بمختلف طوائفة هى الترحيب والمجاملة وحسن الضيافة والحب الشديد لمصر والمصريين.. وحب الحياة والترفيه والاستمتاع..
واليوم لبنان يعانى ويتألم ويتوجع.. بعد ما تعرض له من دمار اثر الانفجار المروع لمرفأ بيروت غير اننى على ثقة ان لبنان قادر بشعبه الرائع على النهوض من عثرته وقهرها.. فهى ليست المرة الاولى كما انها لن تكون الأخيرة..
سلام عليك يا لبنان