حكايات| أسرار مصرع السندريلا (1).. وفاة مفاجئة قبل العودة للوطن

الفنانة سعاد حسني
الفنانة سعاد حسني

في مدينة الضباب، وقعت حادثة بشعة هزه أرجاء القاهرة، فالقتيلة ليست مجر شخصية تمر على الزمن دون أن يذكرها، فالتاريخ ذكر أن السندريلا الأولى هربت من الحفل حافية، بينما السندريلا المصرية، ساعد حسني، اكتشفوا جثمانها أسفل شرفتها بالعاصمة البريطانية. 


قررنا فتح بعض الملفات القديمة وسنقوم بعرض تلك القضية التي شغلت الرأي العام لفترة ليست بالقصيرة ليس فقط لغرابة وبشاعة الجريمة وإنما أيضا لأهمية أطرافها على اعتبار أنهم كانوا من نجوم المجتمع ومشاهيره وسنحاول إلقاء الضوء علي ما تم نشره وقت ارتكاب الحادث وما تم اكتشافه بعد الجريمة، وأيضًا بعض ما لم يتم نشره وهمس به البعض على استحياء دون أن يصرح بذلك 


سنبدأ في شكل حلقات منفصلة متصلة في عرض أولى الحلقات الخاصة بمصرع سندريلا السينما المصرية سعاد حسني.د

 

وقبل أن نخوض في صلب الموضوع يجب الإشارة إلى أن الفنانة سعاد حسني كانت قد كثرت حولها الأقاويل والشائعات بعد وفاتها، البعض قال إنها ماتت منتحرة لمرورها بأزمة نفسية والبعض أكد أنها ماتت مقتولة والبعض الآخر ألمح على استحياء أن هناك أصابع خفية تقف وراء وفاتها، وأشار إلى بعض رموز الدولة في ذلك الوقت دون ذكر أسمائهم وما بين تكهنات هذا واستنتاجات الآخريين فاجأتنا السيدة جانجاه الشقيقة الصغرى لسعاد حسني بعد ثورة 25 يناير بقيامها بتقديم بلاغ إلى النائب العام تطالبه بإعادة فتح ملف القضية مرة أخرى واتهمت أربعة شخصيات بارزة من رموز النظام السابق بالتورط في قتلها وطالبت بالاستماع إلى عدد من الشهود مع قيامها بتقديم عدد من الأدلة الجديدة.

 

اقرأ أيضا للمحرر|  تغيير قانون «الإعدام».. عجز عن قتل عفريت «مارجريت»

 

قصة البلاغ الذي يوصي باعادة فتح التحقيقات!
وقد تضمنت سطور البلاغ كما قدمته جانجاة بعض التفاصيل التي أحاطت بسعاد حسني قبل وفاتها منها أن المرض قد اشتد على سعاد وزادت حالتها النفسية سوءاً وأصبحت وحيدة شريدة وتعيش في عزلة تامة وما سبب لها الألم النفسي هو عدم قدرتها علي تحمل نفقات علاجها خاصة بعد أن تخلى عنها الجميع لذا فكرت في كتابة مذكراتها لكي تتمكن من الإنفاق على نفسها إلا أن أحد المسئولين عندما علم بنية سعاد حذرها من اتخاذ مثل هذه الخطوة وأقنعه بالعدول عن هذه الفكرة إلا أن سعاد قررت المضي قدما في ما عزمت عليه.


 
وأضافت السيدة جانجاه في البلاغ أن هذا المسئول قرر التخلص من سعاد بعد إصرارها على تنفيذ ما عزمت عليه، ولكن بطريقة غير مباشرة عن طريق وضع العراقيل والصعاب امامها في كل خطواتها كما ساهم بشكل كبير في قطع مصاريف العلاج عنها، وأوضح البلاغ أن  سعاد كانت ضمن الضحايا من الفنانات اللاتي تم استغلالهن في القيام بمهام مخابراتية في عهد صلاح نصر وكان هذا المسئول الكبير وهو أحد المتهمين الرئيسيين في قضية انحراف جهاز المخابرات من خلال قيامه بعمليات ابتزاز للفنانات وقد اتهم البلاغ صراحه هذا المسئول كما اتهم ثلاثة اشخاص الاخريين الذين تضمنهم البلاغ بأنهم وراء المسرحيه الهزليه التي تم تدبيرها للتخلص من سعاد حسني ليبدو الأمر وكأنه انتحار نتيجة المرور بأزمة نفسية. 

 

كما أوضح البلاغ أن الطريقة التي قتلت بها سعاد حسني هي نفس الطريقة التي انتهت بها حياة كل من اليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري واشرف مروان وعلي شفيق مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر وقد تساءلت السيدة جانجاة في سطور البلاغ قائلة اليس من الغريب انتهاء حياة هذه الشخصيات بنفس الطريقة؟، وفي نهاية البلاغ طالبت السيدة جانجاه إعادة فتح التحقيق مرة آخرى وتشكيل لجنة دولية لبحث حقيقة الأمر من كل جوانبه مع تشريح جثة سعاد مع التأكيد على أنه بمجرد اعادة فتح التحقيقات فأنه سيتم تقديم العديد من الأدلة الجديدة والتي ستمثل مفاجأة فى التحقيقات وتؤثر في سير القضية.

 

كان هذا هو ملخص ما جاء في البلاغ الجديد الذي تقدمت به أسرة الفنانة بعد ثورة 25 يناير 2011، ولكن قبل أن نخوض في ظروف وملابسات الحادث يجب أولا إلقاء الضوء على حياة سعاد حسني قبل الحادث وماهي الظروف والملابسات التي سبقت مصرعها بفترة وجيزة.

 

ألام المرض والوحدة‍!
من المؤكد أن معظم  الناس لا يعلمون شيئًا عن حجم الآلام الرهيبة التي تعرضت لها سندريلا الشاشة،هذه الفنانة التي اشتهرت بأداء الأدوار الاستعراضية بمرور الوقت وعوامل الزمن بدأ عمودها الفقري في الانهيار لقد تعب عمودها الفقري ولم يعد يتحمل أي مجهود، ولم تفلح جهود الأطباء في تسكين آلامها وكان لابد من اجراء جراحه عاجله لسعاد حتى تتخلص من آلامها الفظيعة وبالفعل سافرت إلى باريس وأجريت عملية جراحية بعد أن أصيب عمودها الفقري بشرخ خطير، وفشلت الجراحة وأصبحت سعاد تتحرك بصعوبة شديدة، ما استلزم أن ترتدي بذلة من البلاستيك تحت ملابسها حتى تتمكن من الحركة وفي هذه الاثناء سافرت سعاد حسنى إلى لندن. لتبدأ رحلة العلاج من جديد.

 

اقرأ أيضا للمحرر|  فيلسوف «الكسل» المصري.. «كم هو مؤسف أن تستيقظ كل صباح» 

 

وهناك استأجرت شقة متواضعة  مكونة من حجرة وصالة فقط يطلقون عليها اسم "استديو". وبدأت برنامج العلاج الطويل وأجرت أكثر من عملية جراحية في العمود الفقري كما أن اصابة عمودها الفقري أثر بالتبعية على بعض أجهزتها الجسمانية وهو ما ظهر جليا من خلال إصابة العصب السابع في وجهها.

 

وفي بداية وجودها في لندن كانت تلتقي بالجميع، وتلبى كل الدعوات، لكن الذي حدث بعد ذلك أنها وجدت نفسها مضطرة للعيش في عزلة، بعد زاد وزنها بشدة وبشكل ملحوظ وبدأ اهتمام الناس بها يفتر شيئا فشيئا. وما زاد من معاناتها النفسية هو ارتفاع تكاليف علاجها بشكل باهظ حتى صدر قرار من مجلس الوزراء بعلاجها على نفقة الدولة، كما صدر قرار آخر بتجديد فترة هذا العلاج، لكن سعاد حسنى كانت شديدة الحساسية، فقد اختفت وظل الملحق الطبي المصري في لندن يبحث عنها لابلاغها بالقرار الثاني، وفي النهاية عرفوا أنها داخل إحدى المصحات وأنها تعالج على حساب ما تبقى معها من نقود فتم إبلاغها بقرار العلاج ( حدث ذلك وقت حكومة الدكتور الجنزوري) بعد ذلك جاءت حكومة الدكتور عاطف عبيد ولم تجدد العلاج على نفقة الدولة، ما سبب لسعاد آلاما نفسية ولم يكن أمامها سوى بيع أحد أفلامها لكي تسدد جزء من ديونها وهو ما حدث بالفعل وبدأت في استعادة جزء من عافيتها و واظبت علي الذهاب الي طبيب التخسيس وطبيب الأسنان وفي آخر لقاء صحفي لها بلندن مع الكاتب محمود صلاح أكدت أن مصر وحشتها قوي وانها ستعود في اقرب وقت ممكن بعد ان تستعيد جزء من رشاقتها ووزنها المثالي، ثم أعلنت أنها بصدد كتابة مذكراتها والتي تتوقع أن تحقق من ورائها امولا طائلة تعينها على تحمل نفقات العلاج.

 

اقرأ للمحرر أيضا| الوجه الآخر لـ«الكفن».. منقذ أرواح الأبرياء 

 

المذكرات المشئومة!
اللقاء الصحفي الأخير لسعاد حسني مع الكاتب محمود صلاح أكد أن سعاد كانت في حالة نفسية ومعنوية افضل من ذي قبل إلا أنه على ما يبدو أن تصريحها بأنها تنوي كتابة مذكراتها قد سبب لها العديد من المشكلات لأنه ومن الغريب حقا أن يستيقظ الناس جميعا في الصباح على خبر وفاة سندريلا الشاشة المصرية منتحرة من الطابق السادس من شقتها التي تقيم فيها بلندن والأمر الغريب والذي أثار علامات الاستفهام هو تزامن خبر الانتحار مع إعلان سعاد عودتها لمصر بفترة ليست بالبعيدة، وهذا ما يدعونا للتوقف أمامه للحظات إذا كانت سعاد في هذه الحالة النفسية الطيبة وإذا كانت قد أعدت العدة للعودة إلى مصر وأعلنت عن ذلك في لقاء صحفي فما هو الدافع الذي يدفعها للانتحار؟!

 

وسنتوقف في هذه الحلقة عند خبر وفاة سعاد حسني ونحاول من خلال الحلقة القادمة إلقاء الضوء على ظروف وملابسات الحادث وكيف استقبل الناس خبر انتحارها بشئ من اللا معقوليه والغرابه.


كيف ماتت سعاد حسني أو كيف انتحرت كما أشيع وقتها؟ سؤال سنحاول الإجابة عليه في الحلقه الثانيه من الأسبوع المقبل من أسرار مصرع السندريلا.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي