إنها مصر

وأشرقت شمس الحرية

كرم جبر
كرم جبر

أيام سوداء لا أرجعها الله، جثمت على صدورنا كالأحجار الثقيلة، كان فيها الوطن على حافة الهاوية، والشعب على شفا الحرب الأهلية، والجماعة الإرهابية تتآمر فى السر والعلانية، لالتهام مصر وأخونتها ورفع راية «الخلافة البائسة» من فوق أرضها.
خروج المصريين فى 30 يونيو كالطوفان الهادر، ووقوفهم خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى «الجيش والشعب أيد واحدة»، نداء شق الفضاء، وكان هتافه أقوى مليون مرة من الشعارات المسيئة التى روجتها الجماعة الإرهابية ضد الجيش، قلب الأمة النابض بالقوة والوطنية.
الالتحام العظيم بين الشعب والرئيس، لو لم يكن كان الله وحده يعلم مصير مصر وشعبها، ولم يكن مستبعداً أن يكون نجوم الاحتفالات الوطنية هم القتلة الإرهابيون، ويرفعوا رايتهم السوداء، ويوزعوا على أنفسهم الأوسمة والنياشين المرصعة بالدماء.
لولا الالتفاف العظيم، لكانت العصابة الإرهابية قد أعلنت قيام ولاية سيناء، تحت سلطة حماس والإرهابيين الذين جاءوا بهم من كل مستنقعات الدم والنار فى العالم.
ليست فزاعات ولكن حقائق واستنتاجات من صميم الأيام السوداء، التى عشنا طقوسها، ونحن نبكى على وطن عظيم، وترتفع حناجرنا بالدعاء، أن يحفظه الله ويصونه ويحمى أرضه وسماءه ونيله العظيم.
>>>
«اوعوا حد فيكم يقلق على مصر، أيدينا تتقطع لو اتمدت عليها».. كلمات أحفظها عن ظهر قلب وترن فى مسامعى، والمشير السيسى يهدئ من روع الأوفياء الباكين على مصر، والخائفين على مستقبلها.
ولم تمد يد ضابط أو جندى على مصرى، وإنما صارت عصا تحمى الشعب، وتضرب أعداء الشعب، فنحن أبناء هذا الشعب العظيم وفى كل بيت مصرى جندى أو ضابط أو شهيد، وهذا هو الفرق بين جيش يحمل جينات الشعب وقلبه وروحه، وبين عصابة جاءت للسطو على وطن.
كانت أياما سوداء وكنا نضع أيدينا على قلوبنا من الخوف.. وتجسد الوجع حين رأينا المعزول يركب سيارة الرئيس السادات فى احتفالات أكتوبر، وسط كوكبة من الإرهابيين والمجرمين وقتلة السادات، ومليشيات الشاطر تهتف فى مدرجات استاد القاهرة «حرية وعدالة.. مرسى وراه رجالة».
كان المصريون هم الرجالة، ولم يرهبهم سيف أو خرطوش، ولم يسمحوا بسرقة وطنهم، على غرار محاولة سرقة نصر أكتوبر، وقتلة مجرمين هم الذين كانوا بالأمس يقيمون الصلاة فرحاً على هزيمة 5 يونيو، ولم يحتفلوا يوماً بانتصار أكتوبر، إلا فى عام استيلائهم على السلطة، وبالمرة أرادوا الاستيلاء على النصر.
كانت أياما سوداء، وكان يساورنا الخوف ونتساءل متى ينقشع الظلام الرهيب، متى تشرق الشمس ويصفو الجو، وتعود الطيور المهاجرة إلى أشجارها.
30 يونيو أشرقت الشمس وخرج الشعب بالملايين، من أجل مصر التى يفتديها كل مصرى مخلص بحياته وروحه.