إنها مصر

الجوع والفيروس !

كرم جبر
كرم جبر

السماء لا تمطر خبزاً والأرض لا تُنبت من تلقاء نفسها.
البطون يشبعها الطعام وليس الكلام، والمثل يقول «يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا».
والدنيا بعد كورونا لن تكون قبلها.
1- وظائف كثيرة سوف تختفي، وكان يتصور أصحابها أن الحياة لا تسير بدونهم، فاستيقظ العالم على أكذوبة الوظائف الوهمية، فلماذا المقار الفخمة والبنايات العالية والمكاتب المكيفة و»رايح جاى»؟
كورونا أكدت أن كثيرا من الوظائف يمكن تأديتها فى المنازل، توفيراً للوقت والجهد والنفقات، وبدأت دول كثيرة تفكر فى إعادة صياغة وظائفها الحكومية، وتطويرها فى ضوء دروس كورونا.
2- الاكتفاء الذاتى هو السبيل الوحيد للإفلات من الأزمات، فقد حدثت مجاعات وكوارث فى دول كانت تظن أنها كبرى، وأصبحت كيانات كبيرة فى سبيلها إلى التفكك مثل الاتحاد الأوروبي، الذى لم تستطع مظلته أن تحتوى دولها.
مصر واقفة على قدميها، لأنها لم تضيِّع دقيقة واحدة فى سنوات حكم الرئيس السيسى إلا فى العمل والإنتاج، فوجدت رصيداً ينفعها وقت الأزمة، وإنتاجا تستند عليه ويجنبها الكوارث.
3- الجوع أكثر خطرا من الفيروس.. وبدأت معظم دول العالم تضع خططاً للتعايش السلمى مع فيروس شرس لا يعرف السلمية، ويحور نفسه من وقت لآخر.
أرصدة الدول مهما كانت ذهباً آخذة فى النفاد، بسبب توقف العمل والإنتاج شهوراً طويلة، والخزائن التى تنفق ولا تستقبل سيأتى عليها يوماً وتصبح خاوية.
مصر.. منذ بداية الأزمة حققت التوازن المعقول بين الجوع والفيروس، وسارت معدلات الإصابة كنموذج يحتذى به، ولكن زادت الإصابات بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
4- وبقيت حلول السماء.. ونصف الجملة هو «انتهت حلول الأرض» ونسبت لرئيس وزراء إيطاليا وهى معبرة رغم نفيه لها، ويتأكد المعنى فى تصريحات حرب كورونا بين أمريكا والصين حول من المسئول؟
التلاعب فى «الوعود» يزيد الغموض، فبمجرد أن يصدر تصريح «هنا» بالتوصل إلى مصل، يخرج نفى من «هناك»، وكأن ديناصورات الأزمة يريدون استمرارها لأطول وقت ممكن.
أحياناً يكون اللجوء لنظرية المؤامرة، كاشفا لغموض المؤامرة، وكنا نتصور أن يخرج من ينادى بتوحيد الجهود وتبادل الخبرات، حتى لو وصل الأمر إلى تشكيل فريق بحثى وطبى على مستوى العالم، لإنقاذ البشرية من الرعب.
ما علينا.. المهم مصر.
يجب أن يشعر كل مواطن أن الخطر يدق باب بيته، وإذا دخل لن يترك فرداً سليماً فى أسرته.. وأن يعلم أيضاً أن الوباء ليس له علاج وكل مصاب ونصيبه.. وأن الموت يسبقه عذاب رهيب.. وأن يعلم أن مصيره بين يديه.
لا تخرج من بيتك إلا للضرورة القصوى، واحمِ نفسك وأسرتك بالابتعاد عن الازدحام والمخالطة وتوخى الحذر، ولا تستهن بالإجراءات البسيطة مثل غسيل الأيدى والتعقيم والكمامات.
و.. ربنا يحفظنا ويحفظكم.