موسم غيوم الليل المضيئة على وشك البدء 

موسم غيوم الليل المضيئة على وشك ان يبدأ 
موسم غيوم الليل المضيئة على وشك ان يبدأ 

في كل عام مع قرب حلول فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يحدث شىء غريب وجميل فوق قطبي الأرض، وبلورات الجليد تتشكل و تلتصق بالبقايا الغباريا للشهب، وينتج عن ذلك غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس.

تسمي بغيوم الليل المضيئة ودائما ترصد في خطوط العرض العليا ، وبشكل طبيعي يكون أول ظهور لها في أواخر شهر مايو أو مطلع يونيو .

ووفقا الجمعية الفلكية بجدة، غيوم الليل المضيئة - حزم جليدية "مكهربة - زرقاء" تطفو عند حافة الفضاء وتخضع للدراسة بواسطة المركبة الفضائية "أيم" التابعة لوكالة ناسا بعمل خرائط لها عند ظهورها حول القطب الشمالي والقطب الجنوبي، ولفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا أن البيانات تشير إلى أنها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب ، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة ، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.

يعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب الى حجم يتراوح من 20 الى 70 نانومتر، و بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 إلى 100 مرة أكبر.

من المعلوم أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهرية غباريه ، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر الى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض .

منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبية الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيدة نحو الجنوب ويعتقد أن السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفرة غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.

يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء ، و بخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة ، و إذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا .

 

أما لونها الأزرق سببه الحجم الصغير بلورات الجليد ، بالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجية القصيرة الضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر الى الأسفل نحو الأرض.

وعلى الرغم من كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيرة إلا أن هناك شئ واحد واضح وهو أن دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها.