كان عبدالحكيم عامر في كلية الزراعة ، ولكنه لم يكن يشعر بالسعادة فيها ، وفي أحد الأيام وهو في معمل الكلية سأل صديقه " عبدالقادر خيري " الذي كان ملازما له عن سر اختفائه الأيام الأخيرة .

أخبره صديقه أن علاقته بالكلية ستنتهي ، وأنه قدم طلبا للالتحاق بالكلية الحربية ، فعاتبه عبدالحكيم على عدم اعلامه بهذا الأمر حتي كان يشترك معه .

طمأنه " عبدالقادر " بأن الفرصة لا زالت قائمة ، وأنه إن كانت لديه الرغبة في ذلك فليتوجه في الصباح لتقديم طلبه في في اليوم الأخير ، وبالفعل هرع عامر إلى الكلية الحربية وملأ أوراق التحاقه وقدمها ونجح في الكشف الطبي بطريق الصدفة البحتة .

مكث عبدالحكيم عامر بالكلية 18 شهرا ، ولما أعلنت الحرب العالمية تم تخريج الطلبة ، وعين في باتانيا بالقرب من الإسكندرية .

وفي إحدى الليالي وكان في نوبة ليلية مر جمال عبدالناصر وقضى الليلة معهم ، وتناولا أطراف الحديث معا وسرعان ما بدا لهما التقارب في الأفكار ووجهات النظر وأصبحا صديقين ، ومضت شهور ونقل عامر إلى السودان في يناير 1940 وهناك التقي جمال عبدالناصر وتوطدت أواصر الصداقة بينهما ، وسارت أفكارهما في طريق واحد ولم يكونا مرتاحين للظروف والأحوال التي يعملان بهما وكانا يتألمان للمعاملة التي يعامل بها كبار الضباط من هم أدنى منهم في الرتبة من الضباط الآخرين ، ولمسا حاجة الجميع إلى مراعاة القيم الإنسانية ، وشعرا بخيبة الأمل لما فيه من أوضاع اجتماعية .

آخر ساعة 12-5-1954