إنها مصر

«لو» سأل إرهابى نفسه !

كرم جبر
كرم جبر

«لو» سأل إرهابى نفسه: آخرتها إيه؟
و«لو» فكر فى مصيره: إما أن يظل مطارداً فى الصحراء يتنقل مذعوراً بين الكهوف، أو أن يقبض عليه ويقدم للمحاكمة، أو أن يلقى حتفه، أو أن ينجح فى التسلل خارج البلاد إذا كان محظوظاً.
و»لو» فكر ماذا قال له شيوخ الإرهاب لحظة تدشينه، من أكاذيب حول الخلافة والدولة الإسلامية والجهاد ضد الرويبضة وحور العين والجنة والنار والاستشهاد.. «لو» فكر فى ذلك وهو ذليل فى مخبئه لأدرك أنه ابتلع لغماً فى جوفه، مثل الذى يزرعه فى طريق ضباطنا وجنودنا.
و»لو» فكر فى ضحاياه من أبناء جيله وسنه، واسمهم محمد ومحمود وعلى وإبراهيم وميلاد وعيسى، سيجد أنهم مسلمون أو مسيحيون، يصومون وفى وجوههم زبيبة الصلاة، ويصومون رمضان وحجوا بيت الله أو العمرة، ويذهب أشقاؤنا إلى الكنائس ويشاركون فى احتفالاتنا ونشاركهم فى احتفالاتهم.
هؤلاء هم ضحاياه، فهو لا ينازل عدواً لدينه أو أرضه، ولا يجاهد فى سبيل الله، ولا يرفع راية الإسلام، إنما يريق دماء أبناء دينه ووطنه، ويلحق العار بأهله وذويه، ويظل منبوذاً حياً وميتاً.
«لو» سأل إرهابى نفسه: ما نهاية الطريق؟
هل سيقيم الخلافة الإسلامية بالقتل وسفك الدماء؟، وهل تستطيع أسلحته البائدة مهما كانت قوتها أن تقهر دولة وشعباً وجيشاً؟، وفى حالة مصر - مثلاً - هل يقدر على مواجهة واحد من أقوى الجيوش فى العالم؟
«لو» سأل إرهابى نفسه، ماذا فعل مرسى وأهله وعشيرته إبان توليهم الحكم، وكيف أصبحت السلطة مثل الحجر الكبير الذى وقف فى حنجرتهم وأزهق روحهم، وهل يعيد الشعب الذى انتزعهم بالقوة المأساة مرة ثانية؟
و»لو» سأل إرهابى نفسه عن أهالى الضحايا: الآباء الذين يبكون على فلذات أكبادهم والأم التى تغطى وجه ابنها بالدموع قبل دفنه، وأهاليهم وأقاربهم، وهم جميعاً يصرخون «لا إله إلا الله»، تخرج من قلوبهم وليست مكتوبة على الرايات السوداء التى يرفعها شياطين الأرض؟
لن يسأل الإرهابيون أنفسهم تلك الأسئلة البسيطة التى تعمل على تشغيل العقل والتفكير، لأن عقولهم تم السطو عليها فأصبحوا ريبوتات قتل، تمت برمجتها وتحريكها بالريموت كنترول.
الله واحد.. نصلى له ونعبده جميعاً، ولم يخلق الناس ليقتلوا بعضهم ويعيثوا فى الأرض فساداً، فماذا أنتم فاعلون، وهل شربتم ماء النيل سماً، واستنشقتم هواء بلادكم ناراً ودخاناً؟
غسلوا أمخاخهم بل انتزعوها من رءوسهم، وعبأوها ديناميت ومتفجرات وأفكاراً فاسدة وفتاوى إرهابية، فأصبحت عقولهم تنتج قتلاً وموتاً وسفكاً للدماء.
أقنعوا الإرهابى بأن حزام الديناميت الذى يلفه حول خصره هو إكليل زهور على طريقة «هنومة وقناوى» فى فيلم «باب الحديد».
أقنعوه بأن القنبلة هى الطريق إلى الجنة، وأن العبوات الناسفة هى سر الخلود فى الدنيا والآخرة.