فى الصميم

حقنة ترامب المدهشة!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

صعب جدا أن يخرج الرئيس الأمريكى ترامب من المأزق الذى صنعه لنفسه بتصريحاته العلنية الأخيرة التى طلب فيها علاج المصابين بفيروس كورونا بحقنهم بالكلور أو الديتول وباقى المنظفات المنزلية!!
محاولات التنصل من التصريحات أو الاختباء وراء قناع «كنت باهزر» غير مقنعة، والدليل تسابق العلماء والأطباء إلى التحذير من تصريحات الرئيس، وتسابق الشركات المنتجة للمنظفات المنزلية لنشر الإعلانات التى تبعدها عن أى مسئولية وتنبه المواطنين إلى أن هذه المواد ليست للاستخدام الآدمى على الإطلاق وأن أقل كمية منها كافية لقتل الإنسان.
منذ بداية أزمة كورونا والأخطاء من هذا النوع تتكرر من ترامب. أعلن بكل ثقة عن الوصول إلى لقاح ضد الفيروس، ورد عليه مستشاروه العلميون أنفسهم بأن الطريق طويل لتحقيق ذلك، وفرض عليه أن يكون تعامله فى المؤتمرات الصحفية عن طريق بيانات مكتوبة، لكنه تهرب من ذلك إلى فتح المجال للأسئلة والإجابة عليها بطريقته.. وبأخطائه!!
كانت المؤتمرات الصحفية اليومية - بالنسبة لترامب - فرصة ذهبية يستولى فيها على اهتمام الأمريكيين لأكثر من ساعتين يوميا، بينما خصومه السياسيون قد أوقفوا نشاطهم انتظارا لتحسن الظروف ليواصلوا المنافسة قبل انتخابات نوفمبر الحاسمة.
ولأن ترامب عينه على الانتخابات والولاية الثانية ولا شىء آخر، فقد حول المؤتمرات الصحفية إلى يومية إلى مهرجان للإشادة بجهوده والرد على خصومه. لكن الأسوأ أنه لم يترك العلماء الكبار المحيطين به يعملون فى  هدوء. أثار الزوابع حول دعوته لاستخدام العقار المضاد للملاريا «هيدروكس كلورين» وأعلن حملة لملء المخازن بملايين العبوات من هذا الدواء الذى أعلنت آخر الدراسات عدم فاعليته!! ولم يستوعب ترامب الدرس، بل وقع فيما هو أسوأ مع حكاية العلاج بالكلور التى تحولت إلى فضيحة.
أعتقد أن ترامب سيضطر لترك المؤتمر الصحفى اليومى للمتخصصين كما تفعل كل دول العالم. وسيحاول - فى نفس الوقت - إثارة الزوابع السياسية والمعارك الحزبية للتغطية على ما وقع من أخطاء. وسيكون على مؤسسات الدولة العميقة أن تتحمل عبئا أكبر فى إدارة أزمة كورونا بعيدا عن خلط الأوراق فى شهور الانتخابات الحاسمة!!