ميدان التحرير| «متحف مفتوح» بقلب المحروسة.. وداعًا للتشوه البصرى

ميدان التحرير.. «متحف مفتوح» بقلب المحروسة
ميدان التحرير.. «متحف مفتوح» بقلب المحروسة

بين عشية وضُحاها، إنجاز جديد يُحسب للقيادة السياسية بالدولة المصرية، يشهده قلب المحروسة «ميدان التحرير» بعد تحويله فى «غمضة عين» إلى متحف مفتوح يجمع الحضارة الفرعونية والعمارة الأوروبية والزراعة الفريدة،.. دبت فيه الروح من جديد وعاد إليه رونقه الجمالى والحضارى بعد سنوات عِجاف عانى التشوه البصرى واحتلال الباعة للأرصفة والشوارع الرئيسية.

هنا بميدان التحرير، خلية نحل من 4 وزارات «الآثار، الإسكان، الثقافة وقطاع الأعمال»، العمل لم يتوقف على مدار 24 ساعة يوميًا رغم تفشى فيروس «كورونا»، وبمجرد أن تطأ قدماك الميدان أمام المتحف المصرى تشعُر للوهلة الأولى كأنك تقف بأحد شوارع الدول الأوروبية حيث اللمسة الجمالية والصورة البصرية الحسنة بالعقارات السكنية والأبنية المُطلة على ميدان التحرير بعد طلائها باللون الموحد «البيج» أو «التُرابي» الذى أعده جهاز التنسيق الحضارى التابع لوزارة الثقافة.

وفور وصولك للحديقة الوسطى للميدان، ترى عيناك طفرة هائلة تجرى بأيدى استشاريين بوزارتى الآثار والإسكان، أولها مسلة أثرية طولها 19 مترًا ويصل وزنها 90 طنًا، مُثبت بأطرافها 4 قواعد لوضع تماثيل كباش الأثرية، ويحيطها منطقة دائرية خضراء سيتم زراعتها بالنباتات الفريدة مُزودة بنظام إضاءة تنفذها شركة الصوت والضوء، التابعة لوزارة قطاع الأعمال بشكل حضارى ويصبح مزارًا سياحيًا.

تُحفة معمارية
ثانيها مبنى مجمع المصالح الحكومية «مجمع التحرير» أصبح تُحفة معمارية ذا اللون الموحد، وشهدت المنطقة المحيطة به زراعة النخيل وأشجار الزيتون ونباتات الزينة، ولم يقتصر المشهد على ذلك بل تم إضفاء اللمسة الجمالية بالمنطقة العلوية المُحيطة بجراج التحرير وزراعتها بأشجار الزيتون والنخيل، بالإضافة إلى استحداث منظومة إنارة لميدان التحرير بالكامل مع توزيع الإنارة التجميلية بجوار المسلة والكباش الأثرية وأعلى المنشآت الحكومية والحدائق بالميدان.

وبِهمة وإخلاص على مدار اليوم، يقف العاملون تحت أشعة الشمس الحارقة، يحملون أدوات عملهم كل فى تخصُصه، يجتمعون على هدف واحد «سرعة إنجاز المشروع» وإعادة اللمسة الجمالية والحضارية لإرجاء المنطقة كسابق عهدها، مؤكدين على أن العمل داخل المشروعات القومية بكافة المحافظات شرف يتمناه أى مواطن يعشق الدولة المصرية وشعبها، وأن الظروف الطارئة التى تعيشها دولتنا الحبيبة لن تُزيدهم إلا عزيمة وإصرارا وزيادة معدلات الإنجاز يومًا تلو الآخر خاصة مع تشديد إجراءات السلامة المهنية الوقائية وتطبيقها على أعلى مستوى بدأ من تعقيم وتطهير مواقع العمل المستمرة وتوفير كافة السُبل الوقائية «الكمامات والقفازات الطبية».

وأكد المهندس وليد عبد العال، استشارى مشروع تطوير ميدان التحرير، إنه تم الانتهاء من ٩٩٪ من الأعمال المخططة للمشروع، ونقوم الآن بعمليات التجربة والاختبارات المواسير وشبكات الإنارة ومنظومة الإضاءة بالكامل، اختبار شبكات الرى للنافورة الدائرية للنصب التذكارى والمسألة الفرعونية والحدائق المحيطة بالميدان للتأكد من عملها بشكل سليم،. مضيفًا أنه جار زراعة جزء يحيط بالنافورة الدائرية، بالزراعات الصغيرة لتكون مزارًا للمواطنين.

الفراغ العمرانى

وأضاف عبد العال، أنه للمرة الأولى تم تطبيق تجربة الفراغ العمرانى بدلاً من عملية التطوير السطحى التى تراعى فقط الأزمة المرورية، وأصبح ميدان التحرير مزارًا سياحيًا ومتحفًا مفتوحًا يضم العشرات من أشجار النخيل ونباتات الزينة وأماكن لجلوس المواطنين والسياح، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من فرش النباتات «أشجار نجيل، زيتون ونباتات بردى، وخروب وغيرها»، بالإضافة إلى الانتهاء من تركيب الرخام الوردى الذى يتناسب مع لون المسلة الفرعونية، والانتهاء من دهان العقارات المطلة على الميدان، ليظهر بشكل موحد ذى الطراز المعمارى واللمسة الجمالية الرائعة.

وأكد محمد السيد، عامل، إنه سعيد بالعمل فى مشروع تطوير ميدان التحرير، وذلك لاهميته الكبرى لدى المسئولين باعتباره مزارًا سياحيًا ومتحفًا مفتوحًا أمام المواطنين والسياح، فنحن نُقاتل ونسارع الزمن للانتهاء من المخطط وفقًا للتوقيتات المحددة وإبهار العالم كله بإرادة وعزيمة وجمال الدولة المصرية رغم ظروفها الصعبة التى تعيشها، حتى الآن نجحنا فى انتهاء أكثر من 90% من المخطط وهذا يُشير إلى قدرة الدولة فى الخروج من أزمة كورونا.

الإجراءات الوقائية

وأضاف خيرى عبد الناصر، عامل، أن مشروع تطوير ميدان التحرير يُضفى اللمسة الجمالية على المنطقة بسبب المخطط الحضارى من القيادة السياسية، ونسعى لتنفيذه على أفضل وجه، ونعمل بكفاءة عالية بسبب الإجراءات الوقائية المشددة التى فرضتها الدولة وتطبقها على العاملين بالمشروعات القومية، وأن تلك الأزمة التى نعيشها تُزيدنا إصرارا وتحديا على مواجهة الظروف.

وأشار أيمن علاء، مشرف عمال، إلى أن العمل بمشروع تطوير الميدان يجرى على قدم وساق، بداية من باب المتحف المصرى والحدائق الموجودة بالميدان، حيث تم إعادة زراعتها بالنخيل ونباتات الزينة، كما تم زراعة المنطقة السطحية لجراج التحرير بأشجار الزيتون والنخيل، ونشر المقاعد بطول الحدائق الموجودة بالميدان، موضحًا إنه تم الانتهاء من تثبيت المسلة الفرعونية بطول ١٩ مترا، وتثبيت قواعد الكباش الأثرية، وتركيب ألواح الرخام بالحديقة الوسطى للميدان، بالإضافة إلى الانتهاء من تركيب النافورة الدائرية المحيطة بقواعد الكباش وتوصيل شبكات الإنارة وتوزيعها بجوار النخيل ونباتات البردية المنتشرة بالميدان.

وأعرب المواطنون عن سعادتهم بالإنجازات التى تشهدها الأراضى المصرية فى كافة القطاعات، وأهمها إعادة اللمسة الجمالية والتخطيط الحضارى لشوارع المحروسة وإزالة إشغالات الباعة الجائلين والقضاء على التشوه البصرى بالعقارات السكنية خاصة بالميادين العامة والشوارع الرئيسية، وأكدوا أن حجم الإنجازات والمشروعات التى تُنشئها القيادة السياسية يدل على علمهم بمطالب واحتياجات المواطنين ومشاكلهم التى تراكمت خلال أكثر من ٤٠ عاما مضت، وخاصة الاهتمام بشبكات الطرق والصحة العامة وتطوير وتجميل المناطق الرئيسية والأزقة الفرعية، مُتمنين استمرار جهود الدولة فى إضفاء اللمسات الجمالية بكافة الميادين العامة ومكافحة إشغالات الباعة الجائلين التى تشوه المظهر الجمالى والحضارى للشوارع الرئيسة.

 أحمد عبد الهادي
تصوير: عبد الهادى كامل