يحدث فى مصر الآن..

وباء آخر

يوسف القعيد
يوسف القعيد

نشرت الصحف الصينية وترجمت عنها اليوم السابع، ووكالات الأنباء والصحف العربية أنه توفى رجل من مقاطعة ووهان. وهى نفس المقاطعة التى صدَرت للبشرية وباء كورونا. وما زال يجتاح العالم بكل قسوة وضراوة. ولم تتمكن البشرية من الوصول إلى علاج له حتى اللحظة.
اتضح أن الرجل الصينى الذى مات مصاباً بفيروس هانتا، وذلك أثناء ركوبه سيارة كبيرة للنقل العام ذاهباً إلى مقاطعة شانتونج الصينية. مما جعل السلطات الصينية تقوم باختبار جميع ركاب سيارة النقل للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس الجديد.
يبدو أنه ينتظرنا ويل من 2020، والحمد لله أنه لم يخرج علينا أحد لكى يقول إنه تنبأ بكذا أو كذا. وأنه حدد مشاكل الدنيا الطبية والصحية فى هذا العام. وهم الذين نسمعهم فى كل مناسبة تمر.
وقبل أن تفيق البشرية من كورونا. ولتلتقط أنفاسها وتقترب من اليقين بمواجهة الوباء القديم. أو الذى لا بد أن نعتبره قديماً. سواء شئنا أم فُرض علينا. أو اضطررنا لذلك اضطراراً. وهو الوباء الذى حصد أرواح الآلاف. ولم نتوصل لعلاج له حتى الآن. بل يتم تعاطى أدوية كانت تؤخذ لأمراض الجهاز التنفسى من أعراض أخرى. وتؤخذ على سبيل التسكين أكثر من كونها تحارب أمراض التنفس.
الوباء الجديد يطلق عليه أيضاً متلازمة فيروسات هانتا. يحدث هذا والدنيا تتلظى فى جحيم كورونا. وتعد الأيام والليالى حتى يهل علينا الصيف القادم باعتبار أن الحر عدوه الأول والأخير وربما عدوه اللدود. وللأسف فقد تلكأ الحر هذا العام. إذن إنه الصيف الذى ننتظره. لم يتفضل علينا بأن نراه ونعيشه رغم أنه قد يكون خلاصاً من الوباء.
الضيف الذى لن يرحب به أو يرغب فيه أحد. ولا يحب أن يراه أحد قادم أيضاً من الصين. إنه يشرفنا فى الوقت الذى وصل به المصابون بكورونا على مستوى العالم 4 ملايين والرقم قابل للزيادة مع كل دقيقة تمر.
فيروس هانتا قديم وسبق أن انتشر. يصيب القوارض. وينتقل للإنسان عبر لمس فضلاتها. كما أنه لا ينتقل للإنسان من الإنسان. وعندما تقرأ هذا الكلام لا بد أن تسأل نفسك: أليست هذه الأعراض شبيهة بالطاعون الذى عاشته البشرية وعانت منه الكثير؟.
بل إن رواية ألبير كامييه، الروائى الفرنسى من أصول جزائرية، والحاصل على جائزة نوبل، روايته الأشهر هى رواية: الطاعون. وهى عن تجربة طاعون مرت بها الجزائر.
من وباء لوباء يا قلبى لا تحزن. فوكالات الأنباء لا تحمل الآن سوى أخبار الأوبئة. من أصيب ومن رحل عن الدنيا ومن هو مهدد. والخريطة توشك ألا تترك بقعة فى عالم اليوم.
قال فان راست، عالم فيروسات بلجيكى لأحمد موسى، أن فيروس كورونا لا يمكنه أن يعيش فى درجات الحرارة العالية. وها هى درجة الحرارة ترتفع يوماً بعد يوم. صحيح أنها ما زالت فى العشرينيات. وأنه لو التزم المصريون بما طلبه الرئيس السيسى وما قررته حكومة الدكتور مدبولى، سيمكن القضاء عليه. ويجمع العلماء من أماكن كثيرة فى العالم أنه لن يتم إنتاج علاج ضد كورونا قبل شهر نوفمبر المقبل. أى بعد سبعة شهور.