ننشر حيثيات الادارية العليا في عزل أستاذ جامعي يبيع أسئلة الامتحان ب ٥٠ جنيه  

حيثيات الادارية العليا
حيثيات الادارية العليا

أكدت المحكمة الإدارية العليا، في حيثيات حكم عزل أستاذ جامعي يبيع أسئلة الامتحان للطالبات مقابل 50 جنيهًا، أن سلوك الأستاذ الجامعي يعكس أثره على سلوكه العام فى مجال الوظيفة الجامعية مما يستلزم على الدوام تحقق السلوك القويم الصالح جنبا إلى جنب للكفاية العلمية والمهنية لعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك.

صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى وحسن محمود ونبيل عطاالله نواب رئيس مجلس الدولة .

 

وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم أن عضو هيئة التدريس إذا قبل لنفسه هذا الموقف المعيب، فإنه يكون قد خرج على مُقتضيات الوظيفة بالتفريط فى أعز ما يُمكن أن يتحلى به أستاذ الجامعة  من جميل الخصال، خاصة في جامعة الأزهر وهو ما ينبسط على كل فعل يزرى بشرف عضو هيئة التدريس أو لا يُلائم صفته كعالم مُسلم، أو يمس دينه ونزاهته يكون جزاؤه العزل فإذا ما انطوى سلوك عضو هيئة التدريس بالجامعة على انحراف فى طبعه وخُلقه بما يؤثر تأثيرًا مباشرًا فى كيان الوظيفة واعتبارها ويتعارض مع الثقة الواجبة فيه، فقد شرط صلاحية تولى الوظائف العامة ويصمه بالمسلك السئ الواجب بتره من الجسد الجامعي.

 

وأضافت المحكمة أن الثابت من التحقيقات أن الطاعن كان يدرس مادة العروض والقوافى بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بسوهاج التابعة لجامعة الأزهر، وقد دعا طالبات الفرقة الأولى لغة عربية للذهاب إلى منزله لشراء مذكرة حدد لهن فيها الأسئلة قبل ليلة الامتحان في مقابل خمسين جنيها من كل طالبة وشرح لهن تلك الأسئلة وكان معه كشكول يدون فيه أسماء الطالبات وأرقام جلوسهن وكان معه شنطة يضع فيها الفلوس.

 

وذكرت: «حينما سألته إحدى الطالبات بعد ذلك في التليفون بقولها: ( لو حد مدفعش ينجح؟) فقال لها (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وشهدت جميع الطالبات أنهن ذهبن إليه فى منزله وأنه قام بإعطائهن الامتحان».

 

كما أضافت إحدى الطالبات ( أنه كان عاوزني اتصل به الساعة العاشرة مساءً ليلة الامتحان بعيداً عن أبي وأمي) فيما ذكرت أخرى أنه (عرض علينا المبيت في منزله)، ومن ثم شهدت الطالبات أنه حدد لهن الامتحان وأخذ من كل واحدة مبلغ خمسين جنيهاً، وأخذ أسماءهن وقال لهن : (كل واحدة تعمل علامة مميزة على الورقة، وبعد ما تخرجوا من اللجنة تتصلوا علي وتخبروني بالعلامات)، وقد قمن بفعل ذلك بعد أن دفعن الخمسين جنيهاً .

وأشارت المحكمة إلى أنه قد وقر في يقينها وبشهادة الشهود أن المخالفات المنسوبة إلى الطاعن ثابتة في حقه ثبوتا يقينيا وقد أقر بصحة ذهاب الطالبات إلى منزله وهو أمر غير مألوف أو معتاد لا عرفاً ولا نصاً لأن العملية التعليمية تكون في قاعات الدارسة داخل الكليات وليس في البيوت خلف الأبواب المغلقة، ويؤكد ثبوتها شهادة الطالبات اللائى شهدن بصحة ما نسب إلى الطاعن وهى مخالفات مسلكية خطيرة و تعد من الأفعال المزرية الجسيمة التي تتنافى ووظيفة أستاذ الجامعة.

 

واختتمت المحكمة بأنه تكشف لها من بعد ثبوت هذين الفعلين المزريين لشرف المهنة والأمانة الواجبة خروجه على القيم الأخلاقية بقيامه مغازلة إحدى الطالبات في صوتها وجسدها ، وقيامه بمسك يدها ووضع يده علي كتفها ومحادثتها ليلاً في التليفون تكاملت معه ما ذكرته طالبة أخرى طلب منها أن تتصل به بعد الساعة العاشرة بعيداً عن أمها وأبيها وجميعها أفعال مزرية لا تلائم صفته كعالم مُسلم، تتعارض مع الدين خاصة في جامعة الأزهر العريقة التى تعلم الطالبات فروع من اللغة العربية التى نزل بها القراَن الكريم بما يمس نزاهته وانطواء سلوكه على انحراف فى طبعه وخُلقه بما يؤثر تثيراُ مُباشراُ فى كيان الوظيفة واعتبارها ويتعارض مع الثقة الواجبة فيه، يفقد معها شرط صلاحية تولى الوظائف العامة ويصمه بالمسلك السئ الواجب بتره  من الجسد الجامعي بمجازاته بعقوبة العزل من الوظيفة.