نهاية 19 عاما من الحرب.. واشنطن تسحب قواتها من أفغانستان خلال 14 شهرا

أمريكا وطالبان يوقعان اتفاقية سلام لإنهاء الحرب - صور من ديلي ميل
أمريكا وطالبان يوقعان اتفاقية سلام لإنهاء الحرب - صور من ديلي ميل

اتفاق وصف بـ«التاريخي» وقعه اليوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع حركة طالبان لأنها «أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية».


جاء ذلك التوقيع في العاصمة القطرية، الدوحة، السبت 29 فبراير، حيث أصدرت واشنطن بيانًا مشتركًا مع الحكومة الأفغانية، قالت فيه إنها ستستكمل سحب قواتها وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان خلال 14 شهرا.

 


وجاء في البيان، أن أمريكا ستخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600، خلال 135 يوما من الاتفاق مع طالبان، وفقًا لما ذكرته سكاي نيوز.


وبعد خفض أولي للقوات وصولا إلى 8600 جندي، تقوم الولايات المتحدة وشركاؤها «بإتمام سحب قواتها المتبقية من أفغانستان خلال 14 شهرا، وسيقومون بسحب جميع جنودهم من القواعد المتبقية» وفق الإعلان.


وبموجب الاتفاق، يغادر آلاف الجنود الأمريكيون أفغانستان بشكل تدريجي بعد ما يقرب من 19 عاما من الحرب، مقابل عدد من الضمانات الأمنية من المسلحين، وتعهد بإجراء محادثات مع حكومة كابول.


وفي 14 فبراير الجاري، قال مسئولي أمريكي بارز، إن الولايات المتحدة وحركة طالبان توصلتا إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، قد يفضي إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.


وأوضح المسئول أن الاتفاق على «خفض العنف» لمدة سبعة أيام، ستتبعه بداية محادثات سلام تتضمن «جميع الأفغان» في غضون عشرة أيام، على أن تكون "محددة للغاية" وتغطي البلاد ككل، بما فيها القوات الأفغانية.


وتحدث المسئول مشترطا التكتم على هويته، كونه غير مخول الكشف عن تفاصيل قبل الإعلان الرسمي عن الاتفاق، حسب ما ذكرت كوالة أسوشييتد برس.


تأتي التطورات في الوقت الذي التقى فيه وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين، مايك بومبيو ومارك إسبر، الجمعة، بالرئيس الأفغاني أشرف غني، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.


وكانت الهدنة متوقعة على نطاق واسع، إذ وافق الرئيس دونالد ترامب من حيث المبدأ على الاتفاق، الذي قد يؤدي إلى بدء انسحاب قوات أمريكية من أفغانستان، وفق مسؤولين أمريكيين.


ووضع التفاصيل النهائية مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليلزاد، وممثلو طالبان.


ترحيب دولي    


وتعتبر السعودية من أولى الدول التي أعلنت ترحيبها بهذا القرار، حيث أصدرت بيانًا أكدت فيه عـن «ترحيب المملكة العربية السعوديـة بتوقيع اتـفاق السلام بـين الولايـات المتحـدة الأمـريكية وحركـة طالـبان، لما لذلـك مـن دور في استعادة جمھوريـة أفغانستان الإسلامـية استقرارھا بما يعود بالنفع على الأمـن والسلم الإقليمي والدولي».


وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن «تطلع المملكة لأن تحقق تلك الخطوة وقفا شاملا ودائما لإطلاق الـنار، وسلام يعم جميع أنحاء الــبلاد، بما يسھم في تحقيق آمال وتطلعات الشعب الأفغاني في التنمية والازدھار».


كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاتفاق الذي وقعته واشنطن وحركة طالبان بأنه «تطور مهم في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في أفغانستان»، مؤكدا ضرورة استمرار الحد من العنف في أنحاء البلاد.


وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: «يرحب الأمين العام بجهود التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في أفغانستان. وما حدث اليوم في الدوحة وكابول يعد تطورات مهمة في هذا الصدد».


وأضاف: «يؤكد الأمين العام أهمية استمرار الحد من العنف في أنحاء البلاد لمصلحة جميع المواطنين الأفغان، ويحث على مواصلة الجهود من جانب كل الأطراف لخلق بيئة مواتية للمفاوضات بين الأفغان ولعملية سلام شاملة».