بدون تردد

الأغانى الهابطة!! [٢]

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه من الضرورى النظر بعين الموضوعية والمسئولية المجتمعية، فى الضجة المثارة حاليا حول ما يطلق عليه البعض «أغانى المهرجانات»، وذلك فى إطار الحرص الواجب والضرورى على وضوح الرؤية الصحيحة للأوضاع القائمة على أرض الواقع،...، حتى لا تتفرق بنا السبل ونضل الطريق إلى الصواب، فى ظل الضباب الكثيف الذى يغلف الأجواء بفعل فاعل.
وفى هذا الإطار، علينا أن نكون على وعى كامل، بأن القضية محل الاهتمام وموضع البحث والمناقشة، ليست هى بالقطع قضية المنع أو الإجازة «السماح» لأصحاب هذه الأغانى بالغناء وحق الأداء العلنى فى الحفلات أو المهرجانات أو الأفراح وغيرها.
ليست تلك هى القضية.،. أو الهدف بل القضية والهدف فى جوهرها وأساسها، هى عدم السماح بنشر وترويج الأغانى الهابطة، والكلمات والمعانى المتدنية والمسيئة للذوق العام،...، وخاصة تلك التى  تحمل فى طياتها انحطاطا فى المعنى، وانحرافا عن كل القيم الاجتماعية والانسانية والأخلاقية الراقية والسامية، التى تنهض بها الأمم وترتقى بها الشعوب.
القضية ليست استهداف أشخاص بعينهم أو التضييق على فئة اجتماعية بعينها فى مجال الطرب أو الفن عموما، كما انه ليس انتصارا أو إعلاء للذائقة الفنية لدى من يطلق عليهم «أو يطلقون على أنفسهم» «النخبة».
كل هذا ليس صحيحا، ولا يجب أن يكون كذلك.
 إنما الصحيح هو محاربة الكلمة الرديئة والمتدنية، سواء جاءت هذه الرداءة وذلك التدنى على لسان «سين» أو «صاد» من الناس.. والهدف هو الوقوف ضد الترويج للفن الهابط أو نشر البضاعة الفاسدة والدعوة للانحطاط القيمى والأخلاقى.
ياسادة ليس الهدف ولا يجب أن يكون محاربة الفن الشعبى أو التضييق على الأغنية الشعبية.. لكن الهدف هو وقف الأغانى الهابطة والحفاظ على قيم المجتمع المصرى على المستويين الانسانى والأخلاقى.