مشاغبات

مدرس بـ «بلاش»!

محيى الدين عبدالغفار
محيى الدين عبدالغفار

أصدر د. رضا حجازى نائب وزير التعليم لشئون المعلمين قرارا بعد موافقة وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى د. طارق شوقى لسد العجز فى جميع التخصصات بالمدرسين من خلال عدة حلول ومقترحات بحيث لا تتحمل ميزانية الدولة أية أعباء مالية إضافية.. منها التصريح لحملة المؤهلات العليا من كليات التربية بالعمل بمهنة التدريس تطوعا وبدون مرتب وذلك طبق ضوابط خاصة.
بالله عليكم هذا الخريج الذى درس أربع سنوات على أمل التعيين فى الحكومة والعمل بمهنة التدريس.. وبعد أن صرف عليه والده الآلاف من الجنيهات وفى انتظار رد الجميل إليه.. عليه أن يعمل مجانا حتى لا يكلف الدولة أية أعباء مالية.. وعلى أسرته الاستمرار فى الانفاق عليه حتى وهو يعمل مجانا من أجل أن تعيش وزارة التربية أما الخريج فليذهب الى الجحيم.. لا أدرى من هو صاحب هذا الاقتراح العجيب.. فمنذ شهور أعلنت الدولة عن مسابقة لتعيين الآلاف من المدرسين فى جميع التخصصات.. وحتى الآن مازال الفحص والتدقيق مستمرا لاختيار الأفضل منهم على الرغم من ان الدولة تعلم ان هناك عجزا شديدا فى جميع المراحل التعليمية.
يا جماعة الخير.. التعليم والصحة أهم من رصف طريق أو بناء عمارة.. فمنذ إلغاء التكليف لخريجى كليات التربية ضاعت هيبة التدريس.. وانضم إليه الكثير بالواسطة والمحسوبية وانتشرت الدروس الخصوصية.. ومن هنا لابد من عودة التكليف مرة اخرى حتى يعود للمدرس هيبته وللتعليم احترامه.
أعلنت وزارتا التعليم والتنمية المحلية عدة قرارات من أجل القضاء على مراكز الدروس الخصوصية ولكن للأسف لايتم تنفيذها مثل الكثير من القرارات التى تصدر وهى عبارة عن «حبر على ورق».. فمازالت هذه المراكز تعمل ليل نهار وتحت أعين المسئولين واعلاناتها تملأ الدنيا ووسائل التواصل الاجتماعي.. وأتحدى أن يذهب أى مسئول الى أى مدرسة ثانوى أو إعدادى ليرى كم طالب يحضر فى الفصل الواحد.. والأمر لم يعد مقصورا على المدينة فقط.. بل وصل إلى القرية.. بعد أن أصبح ولى الأمر يلهث وراءها من أجل أن ينال ابنه شرف الحصول على مجموع كبير وبعد التخرج يعمل مجانا فى وزارة التربية والتعليم أو أن ينضم لطابور العاطلين.