مع احترامى

يا حمار أسود

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

استوقفتنى حملة السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى والتى صاحبت اصطحاب مواطن لحماره داخل القطار رقم 748 ركاب القادم من محطة نجع حمادى متجهاً إلى محافظة الأقصر بعد استقلاله من محطة أبنود التابعة لمركز قنا بعد أن اشتراه من سوق السبت بالقرية وتغريم صاحبه 500 جنيه.
منبع استغرابى هو لماذا الحمار هو الممنوع لركوب القطارات وأليس الحمار مثل القطط والكلاب والماعز والخرفان.. لماذا هذا المخلوق المغضوب عليه بالذات والذى غالبا ما نصفه بالغباء وهو برىء قلبا وقالبا فهو أقدم وسيلة لنقل الركاب والبضائع فى التاريخ والفلاح المصرى يعتبر الحمار يده وقدمه وركيزة أساسية لحياته كما أن الحمار ليس غبيا فهو يذهب بصاحبه وبضاعته من الحقل للسوق وصاحبه نائم أحلاها نومة.
لا شك أن صاحب الحمار دخل به المحطة ولم يخفه بين طيات ملابسه أو يلبسه طاقية الإخفاء مثل الفنان الكبير الراحل عبد المنعم ابراهيم فى فيلم عربى شهير باسم طاقية الإخفاء.. وهنا تنبع أهمية اتجاه وزارة النقل لعمل بوابات لمحطات القطارات الفرعية وبوابات دخول وخروج فى المحطات الرئيسية فهذا أمر بديهى بدلا من أن تترك المحطات وكالات بدون بواب فنحن بهذا نمنع المزوغين ونزيد الحصيلة والأهم منع دخول الدواب لمشاركة الركاب مقاعدهم وبدلا من أن نقول تعليقا على ذلك: يا نهار أسود نقول يا حمار أسود.
لدينا محطات قطارات لا نستطيع حصر عددها وبدلا من أن نتركها سداح مداح يجب تطويرها وتأهيلها واستثمارها لتدر دخلا للهيئة يغطى مصروفاتها وأيضا لاستكمال المظهر الحضارى للمحطات لتتناسب مع البشر.
الواقعة حسب مصدر فى السكة الحديد: الكمسارى لم يشاهد صاحب الحمار وهو يستقل القطار من المحطة التى لا توجد بها خدمات أمنية، خاصة أنها محطة فى قرية ولاتقف بها غير قطارات الركاب، وعند وصوله للعربة شاهد الحمار، وحاول إنزاله من محطة قوص لكن صاحب الحمار هدد بالانتحار وإلقاء نفسه من القطار.. الكمسارى قرر إخطار محطة الأقصر الرئيسية لإنزال الراكب وتحرير محضر بالواقعة وتوقيع الغرامة المقررة.. والسؤال الآن: حال وجود بوابات لمحطات قطاراتنا أكان صاحب الحمار سيستطيع إدخاله خلسة داخل عربة القطار أم أن الحمار وصاحبه سيتسلقان سور المحطة مثل تلاميذ المدارس؟.
وعودة للحمار المظلوم والمغلوب على أمره دنيا وآخرة رغم أنه لا يستحق ذلك فهو أبلغ مثال للتحمل والصبر دون حدود فلنا أن نعلم كما يقول ابن سيرين: رؤية الحمار فى المنام عموماً تدل على حظوظ الرائى ومنزلته، فكل ما يراه فى الحمار من صفات حسنة أو رديئة يتم تأويلها على حظِّه، فالحمار السمين المزيَّن حسن المشية فى المنام خير من الهزيل القبيح، ولا يكره من الحمار فى الحلم إلَّا صوته.. ويقول الشيخ النابلسي: الحمار فى الحلم يدل على الخادم أو الزوجة أو الولد، وقد تدل رؤية الحمير فى الحلم على السفر والترحال.
كما أن أهل المغنى والطرب أنصفوا الحمار فهاهى الفنانة الكبيرة الراحلة شادية تغنى للحمار فى فيلم سينمائى باسم أمال أنتج عام 1962 «شى يا حمارى يا مريحنى طول مشواري» من كلمات المبدع مأمون الشناوى وألحان الموسيقار الكبير محمود الشريف.
شكرا للحمار ولعل تلك الواقعة تكون حافزا للإسراع فى تطوير محطات القطارات.