الوصل والفصل

نادى القصة

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

زمااااان، أسس يوسف السباعى وعمالقة القصة المصرية نادياً يسمى نادى القصة. اتخذوا له مقراً فى عمارة سيف الدين بشارع القصر العينى، وأصدروا مجلة باسمه، ونظموا له مسابقة كان لها الفضل فى اكتشاف مواهب لا حصر لها، منها المنسى قنديل، وعبد الوهاب الأسوانى، وأحمد الشيخ، وغيرهم.
وخلال مسيرته كانت عضوية هذا النادى تضم أسماء تهتز لها الدنيا، منهم توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوى، وإحسان عبد القدوس، وعبد الحميد جودة السحار، وغيرهم من أعلام القصة المصرية.
ورأس هذا النادى: محمود تيمور أبو القصة المصرية القصيرة، ويوسف السباعى، وثروت أباظة، ويوسف الشارونى. وحصل أعضاء النادى على جوائز الدولة الرفيعة، ولن نذكر هنا نجيب محفوظ ولا الحكيم ولا أقرانهما من الرواد، بل يكفى أن نذكر كتاباً من الأجيال التالية مثل: يوسف الشارونى، عبد العال الحمامصى، فؤاد قنديل، نبيل عبد الحميد، محمد قطب، وجابر عصفور.
هذا النادى الذى تأسس عام 1960، صار قطعة من تاريخ مصر الأدبى، بل جزءاً من تاريخ القصة العربية، لكنه الآن أصبح كالأيتام على مأدبة اللئام، فقد كان فاروق حسنى يقدم له مائة ألف جنيه سنوياً لينظم المسابقة، ويصدر المجلة، ويدفع إيجار المقر، ومرتبات العاملين، إلا أن النادى بعد فاروق حسنى لم يعد له مورد، وكان يمر بأزمات مالية طاحنة، وقد تدخل لإنقاذه الكاتب الكبير محمد سلماوى مرة، وتدخل الدكتور محمد الباز، رئيس تحرير صحيفة الدستور، لإنقاذه أخرى، ولايزال يعانى من قلة الموارد. ومما زاد الطين بلة أن إدارة عمارة سيف الدين التى تضم مقر النادى، وجدت فى القانون بنداً يتيح لأصحاب الأملاك أن يطردوا الكيانات ذات الشخصية الاعتبارية من مقراتهم، فرفعت قضية ضد النادى لطرده من المقر التاريخى الذى يشغله منذ ستين عاماً بالتمام والكمال.
والسؤال الآن: ما العمل؟ إن ما يهدد نادى القصة كان يهدد أتيليه إسكندرية بالأمس، وأظنه يهدد أتيليه القاهرة حتى الآن، وكأن ملاك هذه العقارات قد قرروا أن يعلنوا الحرب على الثقافة. فهل هناك من يعرف قيمة الثقافة فيدافع عنها؟  يا ناس، من يتدخل لإنقاذ نادى القصة؟.