كلمة ووطن

فى عيد الشرطة .. ليلة القبض على حبارة «٢-٢»

محمد راضى
محمد راضى

انتهينا فى المقال السابق من سرد إحدى ملاحم وزارة الداخلية لتفاصيل القبض على عادل حبارة بوصول الضباط السبعة الى المحل الذى سيحضر إليه الإرهابى ليبدأ حوار بينهم وبين صاحب المحل ليقول ان احد الاشخاص هاتفه لطلب بضاعة من المحل ولا يعرف من هو وان ذلك الرجل اجل موعد حضوره من قبل عدة مرات وانه حدد موعد الرابعة عصرا للحضور.. طلب رجال الداخلية من صاحب المحل ان يتعامل بطبيعته مرت الدقائق ومشروع الشهداء ينتظرون بشغف وصول الهدف حيث ظل الثلاثة بداخل المحل فى حين انتظر الاربعة الباقون بالخارج يراقبان الموقف.
ومع دقات الرابعة والنصف عصرا توقفت سيارة حبارة امام المحل وهبط منها ومعه اخران انتظراه بالخارج..وقبل دخوله اخذ ينظر هنا وهناك لاستطلاع الامر.. ظن ان الوضع آمنا وانه سيحصل على البويات ويغادر العريش لتغيير لون السيارة التى استخدمها فى الحادث.. اشارة متفق عليها بين ابطالنا المكلفين بالثأر لدماء الشهداء التى سفكها حباره ومعاونوه غدرا.. فى اقل من غمضة العين سيطر الاربعة المتواجدون بالخارج على معاونى حباره بينما هو تتباطأ خطاه - حيث وجد 3 يقفون على بعد سنتيمترات من البضاعة المعروضة - نحو مكتب صاحب المحل الذى تواجد بمنتصفه..ظن انهم زبائن فواصل السير مطمئنا وفى يده حقيبه لا يعلم احد ما بداخلها.. بادر بالحديث إلى صاحب المحل قائلا : انا جيت من رفح عشان آخد البضاعة اللى اتفقنا عليها..ليجبه الرجل تحت امرك.. ادرك الضباط الثلاثة ان الفأر قد وقع فى المصيدة.. استحضر كل منهم دماء الشهداء الـ 26 التى استباحها من يقف امامهم.. تذكروا تعليمات قيادات الداخلية الذين اجتمعوا معهم قبل التنفيذ.. كانت هناك غرفة عمليات بمديرية أمن شمال سيناء لتتابع الموقف عن كثب.. اتصال مفتوح مع قيادات قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام ومكتب اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية آنذاك.. الكل ينتظر انجاز المهمة.. علم الضباط الثلاثة بداخل المحل ان الحقيبة التى يحملها عادل حبارة بها متفجرات وكان عليهم ضبطه حيا وفق التكليفات الصادرة..الارهابى يتمتع ببنيانه القوى وانه مدرب على استخدام السلاح جيدا..خلال حديث حباره وصاحب المحل كان هناك حديث بالأعين بين الضباط الثلاثه للبدء فى القبض عليه.. تيقنوا ان بخلاف ما يحمله من متفجرات كان بحوزته سلاح شخصى..وفى لمح البصر امسك اثنان منهما يدا حباره وامسك الثالث بالحقيبه محاولا استخلاصها من يديه المتشبستين بها.. وفجأة صاح قائلا : هفجركوا معايا يا كفره.. بعدما ايقن انه وقع فى قبضة رجال الأمن.. يدخل ضابطان آخران بعد ان اودعا معاونا حبارة مكبلين داخل المكروباص وفى حراستهما بطلان اخران.. نجح رجال الداخلية فى انتزاع الحقيبة واسرع احدهم بها إلى الخارج بعدما تأكد ان ما بداخلها قنبلتان يدويتان جاهزتان للانفجار بضغطة واحدة..وظل الاربعة من رجال الداخلية يحاولون شل حركة حبارة حتى نجحوا فى استخلاص السلاح الذى بحوزته وكان يخفيه بين طيات ملابسه.. طرحوه ارضا.. وقاموا بتكبيله وسط صيحات الله أكبر الله أكبر.. دقائق معدودة وحولت محيط محل البويات إلى ثكنة عسكرية وحضر خبراء المفرقعات لتفكيك وابطال مفعول العبوتين الناسفتين وعلى الجانب الاخر اتخذ الموقف منحدر التصعيد لاعلان القيادات نهاية اسطورة حباره بالقبض عليه.. اللواء سميح بشادى مدير امن شمال سيناء يطلب اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية عبر الـ bbx يرد الوزير ويبادر بشادى بالحديث قائلا: تمام يا فندم تمت المهمه والرجاله جبوه.. فيقول الوزير : حى يا سميح.. فيرد المساعد : ايوه يا فندم.. يعاود الوزير توجيه السؤال لمساعده: الرجالة سليمه حد جرى له حاجه؟.. فيجيب اللواء بشادى: الرجاله تمام ورجعوه بيه على المديرية ومعاه 2 من اعوانه.. تنتهى المكالمه بفرحة عارمة.. لم يمكث عادل حباره فى مديرية امن شمال سيناء طويلا حيث صدرت الاوامر بنقل الارهابى ومعاونيه بطائرة عسكرية لاحد المقرات الامنية بالقاهرة خشية اى هجوم ارهابى لتحريره من جانب ومن اجل استجوابه لمعرفة المزيد عن ممولى العمليات الارهابية بسيناء وجهات اتصال المتهم من جانب اخر وكانت المكافأة للابطال السبعة عقب نجاح المهمة..تكريم على أعلى مستوى من الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع انذك..ويكتب سطر النهاية لأخر ارهابى شهدته مصر بحكم القضاء بإعدام المتهم.
 وليذكر التاريخ بطولات الرجال السبعة الذين استشهد منهم اثنان بعد المهمة، الأول اللواء أحمد السيد وكيل إدارة البحث بشمال سيناء إثر انفجار عبوة ناسفة فى المدرعة التى كان يستقلها، والثانى الرائد محمد السحيلى الذى لقى الشهادة فى تفجير قسم ثالث العريش بعد عام من الواقعة والذى اطلق ٣ طلقات عند دخول مديرية أمن شمال سيناء ابتهاجا بالقبض على حبارة.