إضاءات

وداعا ماجدة

عاطف النمر
عاطف النمر

التقيت لأول مرة بالفنانة القديرة ماجدة الصباحى عام 1978 لكى أجرى معها حوارا لمجلة» الزمالك» التى أسند لى الراحل الكبير إسماعيل يونس تحريرها زاوية أسبوعية بها بعنون « نجوم زملكاوية «، اللقاء كان بمكتبها بعمارة الإيموبيليا، وبعيدا عن موضوع» مجلة الزمالك» سألتها عن سر عزوفها عن التمثيل فى المسرح خاصة أنها نجمة كبيرة يتشوق الناس لرؤيتها فى عمل مسرحى، سرحت قليلا ثم قالت : « المسرح أبو الفنون، وهو متعب جدا لأى فنان يعمل بالسينما، أى انه يحتاج لتفرغ تام لأنه مرهق، العرض المسرحى مثلا يستغرق ثلاث ساعات أو أكثر، جهد جبار يحتاج لممثل قادر على هذا الجهد كل يوم،وأنا أحسد نجوم المسرح الذين يبذلون هذا الجهد كل يوم ثم يعملون صباح اليوم التالى فى السينما أو الدراما التليفزيونية عندما يكون لديهم تصوير أو تسجيل فى الإذاعة، لهذا للمسرح الممثل القادر على تحمله، والذى يستطيع التوفيق بين عمله فى المسرح والسينما،وهى مسألة بالنسبة لى ارى أنها شاقة !
وضحكت ماجدة وهى تقول : « المسرح زى الفريك ما يحبش شريك «.
سألتها إن كانت تذهب للمسرح لمشاهدة العروض المسرحية فقالت دون تفكير : « طبعا «.. أنا حريصة على متابعة عروض فرقة المسرح القومى لأنها عروض رصينة لكتاب كبار، أحب مسرحيات توفيق الحكيم وسعد وهبة ونعمان عاشور وميخائيل رومان ونجيب سرور ومحمود دياب ويوسف إدريس، وقرأت أغلبها لأن هناك مسرحيات كثيرة يصلح تحويلها للسينما، وبعضها تحول بالفعل، والنصوص المسرحية مثلها مثل الروايات الأدبية غنية بالأفكار والموضوعات الدرامية التى تحتاج لجواهرجى يستخرج منها افلام للسينما.
الراحلة الكبيرة ماجدة قالت لى إنها مارست المسرح على خفيف فى الحفلات المدرسية، وأكدت أن التربية الوجدانية لتذوق المسرح وكل الفنون لابد أن تبدأ من المسرح المدرسى وتأسفت على تدهور حال المسرح المدرسى الذى أدى لتدهور فى العروض المسرحية التى لم تعد بقوة مسرح الستينيات، وقالت لى إنها قرأت مؤخرا «مسرح المجتمع « لتوفيق الحكيم وأنها تفكر جديدا فى تقديم ما يتضمنه من مسرحيات قصيرة تصورها بكاميرات السينما دون عرضها على المسرح.
هذا ما قالته ماجدة لكنها لم تنفذ المشروع وفوجئنا بعد ذلك بأن المشروع نفذته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مع المخرج السينمائى سعيد مرزوق.
رحمك الله يا من قدمتِ الأدوار الوطنية والرومانسية باقتدار فنانة ومنتجة لا تنسى.