بسم الله

جلال الدين الحمامصى

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

الأستاذ ، صاحب مدرسة الصحافة المثالية ، تخرج على يديه عمالقة الصحافة المصرية فى العصر الحديث ، منذ الخمسينات وحتى اليوم ، والذين أصبحت لهم فصول تعليمية وتلاميذ فى مهنة الصحافة ، صاحب أقوى الاعمدة الصحفية «دخان فى الهواء « قلم يطلق الرصاص على الفساد وعبدة الاصنام ، اليوم تمر علينا ذكراه الـ 32 ، حيث رحل إلى جوار ربه فى مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 1988، أطلق عليه البعض لقب «مهندس الصحافة المصرية»، وهو لقب عظيم ، لكنى أفضل لقب « أستاذ الصحافة المثالية «.
تعلمنا من الاستاذ معنى أن تكون صحفيا محترما ، ومعنى أن تكون مستقلا فى رأيك مناصرا للحق - ولو على رقبتك - ساعيا إلى المواطن ، باحثا عن مشكلاته وهمومه ، معليا المصلحة العليا للوطن فوق أية مصلحة أخرى ، داعما للديمقراطية وحقوق الناس ، مدافعا عن الرأى الآخر ، من دون تعصب لرأيك ، علمنا أن تكون موضوعيا ومحايدا ونزيها فى التعامل مع المصادر ، تعلمنا منه الاعتزاز بالنفس مع دروسه فى المهنة وحرفيتها وجودتها ومبادئها وآدابها ، تعلمنا منه الحوار الراقى ، حتى مع اشتداد النقاش ، لكنه أعطانا دروسا فى الاستماع والانصات إلى كافة الآراء وان اختلفت معنا.. عندما أتحدث اليوم عن جلال الدين الحمامصى ، أتحدث عن أستاذى وأستاذ أجيال عديدة على مدى السنوات السبعين الماضية ، أحد أهم أعمدة الصحافة المصرية قبل ثورة 1952 وبعدها ، اختاره عبد الناصر لإنقاذ صحيفة الجمهورية من الغلق ، وأسس وكالة أنباء الشرق الاوسط لتكون لسان الدولة المصرية الرسمى بالخارج والداخل ، وشارك فى تأسيس «أخبار اليوم» مع مصطفى وعلى أمين ، واختاره محمد حسنين هيكل ليؤسس مركز الدراسات والمتابعة الصحفية بالأهرام. عندما تتحدث عن الحمامصى فإنك ، كما يقول نجله المهندس كامل جلال الحمامصى ، أمام رجل صاحب ضمير حى وعقل متقد، لم تكن كلماته مجرد دخان فى الهواء، بل كانت دائمًا رصاصات تكشف عن كواليس ما وراء الحوار، تخترق أسوار السياسة ومجتمع الصحافة. وكانت حروفه أشبه بالنار المنطلقة من فوهة البركان، رجل كُتب له فى لوح الصحافة المحفوظ العيش ثائرًا والموت نبيلًا.
دعاء : اللهم ارحم موتانا يا كريم.

 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي