نهار

مصر جميلة

عبلة الروينى
عبلة الروينى

برغم مرور أكثر من ٣٠ عاما على رسالة بليغ حمدى إلى نجيب محفوظ، لتهنئته بجائزة نوبل.. فإن المشاعر والأحاسيس والحب الجارف والشوق الشديد لمصر، سيظل كل السنوات، صورة ناصعة لفنان عشق بلاده، وهو ما نجده دائما فى موسيقى بليغ حمدي....
«أخى الغالى القدير الحبيب إلى كل شخص فى بلدى نجيب محفوظ... أكتب لك لأبارك لك هذا الفوز العظيم للأدب والفن المصرى والعربى كله.. الف مبروك.. يعنى أخيرا خبر حلو فى برد باريس، وما أدراك ما باريس فى اكتوبر، بلونها الرمادى وسمائها الشاحبة... وحشتنى مصر يا نجيب.. مصر الجميلة.. وحشتنى الشمس والألوان.. وحشتنى ضحكة الناس الحلوة.. وحشتنى ضحكتك أنت المجلجلة العالية، التى تشبه عفوية أهلنا وطيبتهم فى بلدنا الطيبة... تصدق بالله، أنا لم اتمالك دمعتى حين عرفت بفوزك بالجائزة، عندما شاهدت صورتك على غلاف مجلة «ليبراسيون».. هنا لقيت فى ودانى مزيكا بادندنها، لقيت فجأة على لسانى لحن مغزول من لمعة الشمس على صفحة النيل، كنت هاين على أنى أوقف الفرنساويين واحد واحد فى الشارع أقول لهم (الجدع ده مصرى زيي.. شوفوا ملامحه المنحوتة زى ملامحي.. هما دول المصريين صناع الحضارة والهرم والتاريخ والفن وكل حاجة حلوة).. لكنى هنا غريب، لا أحد يفهمني، ولا أحد يسمعني... تصور انى ينتابنى الإحساس الآن أنى مغترب، وآه يا نجيب يا أخويا من إحساس المغترب، وآه من حرقة الآه... صحيح أنا جوايا العنيد الصعيدى الذى لا يمكن أن يكسره شيء، لكن أبشع شيء فى الدنيا إحساس الظلم، وإحساس أنه لا شيء هناك أبعد من تراب مصر... اشتريت المجلة وعليها صورتك، ولقيتنى ماشى فى الشارع بادندن فى برد باريس (جونى ياجونى يابتاع الزيت.. فى المونى ياجونى دبت وطبيت).. وأفتكر أيامنا سوا وأضحك، وانا اللى ليا زمن الضحكة مازارتش شفايفي».

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي