قضية ورأى

عام 2020م عام نهر النيل

فرج حمودة
فرج حمودة

كان لنشأتى فى أسوان أثر فى حبى الشديد لنهر النيل، فقد كان مسبحى وأكلى وشربى منه وازددت ولعا به بإقامتى عند منبعه الرئيسى فى إثيوبيا لمدة تسع سنوات.. لكن ما يحزننى أنك حين تركب (الكروز) من الأقصر إلى أسوان تلاحظ ازدياد زرقة مياهه كلما اتجهت جنوبا حتى أنك تكاد ترى قاع النهر عند أسوان وهو ما يعنى أننا نرتكب من مئات السنين - وربما من قرون - جرما يوميا فى حق النهر بدون توقف، وأعتقد أنه قد آن الأوان لنعيد للنهر مكانته التى كان يقدسه بها أجدادنا طوال آلاف السنين، وسيكتب التاريخ المنصف أن عام 2020م هو عام فيصل وأن الله أذن لمصر بتطهير نيلها فى عهد الرئيس السيسى مما لوثناه به عبر مئات السنين.. وفى يقينى أن هذا يرسل إشارة إلى خصومنا - وربما لأعدائنا أيضا - أن النهر هو شريان حياتنا ولا غنى لمصر عنه إلا إذا مات جميع المصريين وهو ما لن يحدث إلا يوم القيامة.. وفى يقينى أيضا أن ما سيتم صرفه على هذا المشروع الذى هو بمثابة مشروع القرن سيعود على صحة شعب مصر وعلى البسطاء أكثر من الأغنياء فبسطاء الشعب يشربون منه مباشرة دون (فلاتر) وفى كثير من القرى يملأون (حللهم) و(بلاليصهم) و(أزيارهم) منه، وما حدث خلال العقد الماضى وما قبله من العقود القريبة من تفشى أمراض الفشل الكلوى والكبدى والبلهارسيا والسرطان وسابقنا العالم فى نسب الإصابة بها كان بسبب ذلك الإهمال لجودة المياه فى نيلنا.
وأوقن أن هذا عمل ليس بالسهل وسيكلف المليارات لتحويل مئات من مصبات الصرف الصحى والصناعى من الجنوب إلى الشمال بدءا من مصرف السيل شمال مدينة أسوان التى - والحمد لله - هى المدينة الوحيدة التى تشرب من النيل قبل تلوثه فمصرف السيل الذى يقع شمالها مباشرة لم يعد مصرفا للسيل فقد انتشرت المساكن شرقه ولكنه أصبح مصرفا للصرف الصحى لحوالى خمسين ألف أسرة فضلا عن أربع مستشفيات، ولقد بدأ الرئيس السيسى الخطوة الأولى فيه بمنع الصرف المباشر للمخلفات الرهيبة لمصنع (كيما) وافتتح مشروع المعالجة الثلاثية لها، وتتبقى خطوة رفع الصرف الصحى للمدينة إلى الهضبة الشرقية وإنشاء غابات شجرية بها ضمن الخطة الطموحة للدولة حاليا.
بعد كل ما قدمت، هل يستجيب المسئولون لندائى هذا من خلال جريدتنا الغراء (الأخبار) ويكون عام 2020م هو عام نهر النيل؟
< مهندس استشارى