بقلم دبلوماسى

العلاقات المصرية الكونغولية.. سياسياً ودبلوماسياً

جان بول - أكولافوا ميفولا - سفير الكونغو برازافيل بالقاهرة
جان بول - أكولافوا ميفولا - سفير الكونغو برازافيل بالقاهرة

بقلم / جان بول - أكولافوا ميفولا - سفير الكونغو برازافيل بالقاهرة

يعود تاريخ العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الكونغو إلى عام 1964. ففى تلك الفترة افتتحت الكونغو سفارتها فى القاهرة، وكذلك افتتحت مصر سفارتها فى برازافيل. ومنذ ذلك الحين والعلاقات ممتازة بين الطرفين، والزيارات المتبادلة بين مسؤولى البلدين خير شاهد على ذلك.
من المقرر عقد جلسة مشاورات بين وزيرى خارجية البلدين، فى غضون الأشهر القليلة المقبلة، للتباحث فى العلاقات الثنائية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفى هذا الصدد وعلى الصعيد الدولي، هناك تقارب فى وجهات النظر حول قضايا السلام والأمن واستقرار الدول. علماً بأن الدولتين تدعمان بعضهما البعض فى أروقة المنظمات الإقليمية والدولية. ولا بد من الإشارة إلى أن التعاون بين مصروالكونغو يحكمه قرابة العشرين اتفاقية فى مجالات عدة، مثل: التعليم، والزراعة، والأمن، والإعلام والبيئة والصحة، والسياحة. غير أن ذلك التعاون الثنائى ظل، على مدار عدة سنوات دون المستوى المأمول ودون مستوى الإمكانيات الحقيقية للقاهرة وبرازافيل. كما أنه، وبفعل تطورات طرأت على كلا البلدين، فإن عدة اتفاقيات بينهما عفا عليها الزمن، وباتت تستحق المراجعة، وذلك على غرار اتفاق النقل الجوى الموقع فى مارس 1965، والذى ينص على توفير الخدمة بين القاهرة وبرازافيل من خلال شركات الطيران الوطنية، سواء المصرية أوالكونغولية، وهو ما لم يكن يوما ما موضع تنفيذ.
دورة الانعقاد الوحيدة للجان المشتركة، والتى شهدتها القاهرة فى عام 1988، جاءت على ذكر إعادة إطلاق دينامية للتعاون فى مجالات التجارة، والتنمية الريفية، والنقل البحري، والثقافة، والاستثمار الخاص فى الكونغو، ولكن الكثير من التعهدات ظلت حبرا على ورق.
التبادل الثقافى هو القطاع الحيوى الوحيد الذى يغذى بطريقة فعالة التعاون الثنائى بين البلدين. وبفضل هذا التعاون تقدم مصر منحاً تدريبية سنوية لموظفين بالدولة الكونغولية بمجالات الأمن، والزراعة، والدبلوماسية، والصحة، والمعلومات. وبفضل ذلك التعاون أيضا، فإن مصر أتاحت للمؤسسات التعليمية فى الكونغو الاستفادة من أساتذة مصريين فى المجالين العلمى والتقني، وكذلك فى مجال تعلم اللغة العربية.
وفى النهاية، فإن العلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة بين جمهورية الكونغو وجمهورية مصر العربية، يجب أن تنعكس بشكل أكبر على التعاون فى المجال الاقتصادي.