عاجل جدا

«خليك فى حالك»!!

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

«خليك فى حالك»، هى أجمل عبارة يمكن أن نبدأ بها العام الجديد.
خليك فى حالك، يعنى ببساطة، انشغل بنفسك وأحوالك، قيّم إنجازاتك وإخفاقاتك، ادرس نقاط ضعفك وقوتك، وإذا فكرت تنتقد، انتقد نفسك، وإذا أزعجتك عيوب الآخرين، فتّش عن عيوبك، وحاول تعالج سلبياتك وتصلح أخطاءك، انشغل بطموحاتك، ورتب أحلامك، وارسم خطة لتحقيقها.
قلت هذا الكلام لشاب من العائلة، خريج إحدى كليات الهندسة، جاء يشكو لى إحساسه باليأس بعد التخرج، وأن البلد ليس به فرص عمل، والمشاكل كثيرة، وفرص الرزق قليلة، والشهادة التى حصل عليها بعد كفاح طويل لم تفتح أمامه الأبواب التى انتظرها، وأن عليه بدء رحلة شاقة جديدة للبحث عن الرزق والفوز بالفرصة التى يحلم بها.
قلت له إن المشكلة قد تكون فيه، وليس فى البلد، وأن أسوأ شيء أن تعتبر الآخرين سبب فشلك، وأن تعفى نفسك من المسئولية، والدليل أن نفس الجامعة بل والكلية يتخرج منها الآلاف سنويا، وبعد عشرين عاما مثلا تجد مئات نجحوا وانطلقوا، ومئات آخرين فشلوا رغم أنهم جميعا تلقوا نفس التعليم، ستقول إنها الواسطة والمحسوبية، والحقيقة أن الواسطة قد تفتح الأبواب، لكنها لا تكفى للنجاح، وأعرف كثيرين نجحوا فى اقتحام الباب دون واسطة، اكتشفوا أن السوق لا يحتاج مؤهلاتهم، فلم يضيعوا الوقت فى ندب
حظهم، بل «اشتغلوا على أنفسهم»، فالتحقوا بدراسات جديدة، أو تعلموا مهارات ولغات جديدة، وعملوا «شيفت كارير»، أعرف زملاء لى تخرجوا معى من كلية الإعلام، وحينما التقيت بهم بعد 25 عاما فوجئت بهم شخصيات مبهرة، بمهارات ومؤهلات جديدة، ووظائف مرموقة.
ابحث عن المشكلة داخلك، قبل أن تبحث عنها حولك، لا تنتظر من البلد كل شيء، التعليم والوظيفة والشقة و... و... النجاح مسئوليتك أولا وأخيرا، والتخرج من الجامعة لا يعنى أنك أديت ما عليك، فالجامعة ليست نهاية المطاف، والفوز بالبكالوريوس أو حتى الماجيستير والدكتوراه، لا يعنى أن تنهال عليك أفضل الفرص والعروض، فنحن فى عالم مزدحم والمنافسة شرسة، والمعروض كثير، فابحث عن المطلوب واشتغل عليه، ودعم مهاراتك وإمكانياتك، ابحث عن فرصتك، حتى لو اضطررت لتغيير مجال عملك، فالبقاء لصاحب الإرادة القادر على تحقيق أحلامه. باختصار حاول مع السنة الجديدة تخليك فى حالك، وتنشغل بنفسك، فهو أول طريق النجاح. وكل سنة وانت طيب.